سيمون أوريان... طبيب تجميل أصبح حارسًا للجمال

«المجلة» تلتقي الخبير الذي يقف خلف أغلب الوجوه الجميلة الشهيرة في العالم

سيمون أوريان... طبيب تجميل أصبح حارسًا للجمال

* يعتقد كثير من السيدات أن المرء إما أن يولد جميلاً أو عليه أن يقبل ما لديه. عائلة كاردشيان وجينر من الأوائل الذين حطموا هذه الفكرة وشاركوا أسرارهم مع الناس بانفتاح
* عملائي العرب مستنيرون ومتطورون وذوو علم. وهم محددون للغاية فيما يرغبون في فعله. ويريدون نتائج دقيقة، ولكنهم لا يرغبون سوى في الأفضل وهذا ما يقطعون من أجله كل هذه المسافات في السفر
 * يوجد نقص شديد في حب الذات نشأ عليه كثير من النساء. من اللطيف أن نشهد هذا الجيل الجديد الذي يضع أولوية للاهتمام بالنفس والعناية بها
* الزهو بالنفس هو جوهر الحياة. إذا استيقظت كل صباح وتحليت بأفضل مظهر لك، واجتهدت في عملك، سوف تسمح لنفسك بالمضي قدمًا والازدهار في الحياة

ما العامل المشترك بين كل من كيم كاردشيان–ويست، وكيلي جينر، وليدي غاغا، وسلمى حايك، وعارضات فيكتوريا سيكرت وبراد بيت؟ جميعهم خضعوا لعمليات تجميل لم يجرها سوى الطبيب سيمون أوريان. 
يتمتع طبيب الجلدية، الذي يميل إلى فن النحت ويقيم في بيفرلي هيلز، بشهرة قريبة من تلك التي يحققها عملاؤه المشاهير شديدو الولاء. 
يزيد عدد متابعيه على «إنستغرام» على 3.5 مليون، ليصبح أكثر طبيب تجميل متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويسعى إليه عملاء من جميع أنحاء أميركا والعالم. ومن عيادته «إبيون بيفرلي هيلز»، شَكَل الطبيب أوريان عالم جراحة التجميل منذ أكثر من عقدين عن طريق عملياته الرائدة ومنتجاته وفلسفته بشأن الجمال. وعلى الرغم من جدول أعماله المزدحم وقائمة الانتظار الطويلة التي تضم مشاهير العالم، كان من اللطيف أن يخصص لنا الدكتور أوريان بعض الوقت لإجراء هذا اللقاء.
 
* ما الذي ألهمك بدخول هذا المجال وكيف تصف فلسفتك العامة بشأن الجمال وجراحات التجميل؟
- ترجع خلفيتي إلى الفن والجماليات والنحت، فقد كنت متحمسًا جدا للجمال قبل أن أدخل هذا المجال. وعلى مدار الأعوام أصقلت مهاراتي بناء على خلفيتي وأسس التشريح البشري والعلم الكلاسيكي وفن الجمال. فالجمال عالمي، وأنا أحب وأُقدِر لغة الجمال العالمية.
 
* أصبحت أهم طبيب تجميل على «إنستغرام»... ما سبب نجاحك في رأيك؟
- أنا أمارس هذا العمل منذ فترة طويلة، وأحب ما أفعله. وأعتقد أن المرء إذا أحب ما يفعله حتمًا سيظهر وسيراه الجميع. أمضيت حياتي كلها وأنا أعيش بالجمال وأتنفسه. وبدأت العمل في هذا المجال عندما لم يكن هناك الكثير من الأطباء المتخصصين فيه حول العالم، وتمسكت بمبادئي بتعزيز جمال كل امرأة تجلس على مقعد عملائي. وأود أن أؤكد أنهن عندما يغادرن مكتبي يكن أكثر سعادة مما يكن عليه عند وصولهن. لحسن حظي كثيرٌ من عملائي مشهورون للغاية في مختلف أنحاء العالم، وقد رأى الناس التغييرات التي طرأت عليهم على «إنستغرام»، ويرغبون في معرفة من الذي ساعدهم على تحقيق هذه النتائج.
 
* كان لعائلة كاردشيان - جينر، الذين عملت معهم عن قرب طوال سنين كثيرة، تأثير ثقافي هائل في العقد الماضي وقد أعادوا تعريف معايير الجمال. ما رأيك في تأثير «كاردشيان - جينر»؟
- أرى أنه كان تأثيرًا إيجابيًا للغاية على الجمال من عدة أوجه. لقد نبه الناس الذين ظنوا أنهم لا يملكون خيارًا إلى أن هناك خيارات. يعتقد كثير من السيدات أن المرء إما أن يولد جميلاً وإما عليه أن يقبل ما لديه. ولكن الجمال أداة قوية، كانت أسرار مجالنا تخضع لحرص شديد الغيرة. وكانت عائلة كاردشيان وجينر من الأوائل الذين حطموا هذه الفكرة وشاركوا أسرارهم مع الناس بانفتاح. سمح هذا للناس برؤية أساليب العلاج والارتياح لها، وأصبح لديهم معرفة بوجودها.

 

د. سيمون أوريان مع كيم كارشيان - ويست (إنستغرام)
 


 
* ما أشهر العمليات التي يطلبها عملاؤك من المشاهير؟
- يهتم أكثر الناس الذين يأتون إلي بتحديد ملامح الوجه والجسم وتحسين البشرة. إنهم يرغبون في هذه العلاجات لأنهم رأوا أنني أحقق نتائج طبيعية للغاية دون أن يبدو عليهم إجراء عمليات، مما يتطلب الكثير من المهارة والتدريب والخبرة. وبعد 20 عامًا طَورت هذه التقنيات الخاصة والوسائل التكنولوجية الفريدة للغاية لتساعدنا على تحقيق هذه النتائج بسهولة لمرضاي. كما توجد أسباب أخرى كثيرة لمجيء الناس إلى هنا. لدينا مركز كبير جدًا ونجري جميع أنواع العمليات بأحدث وأكبر وسائل التكنولوجيا. وإذا كان هناك ما يمكن فعله ويمكننا تحقيق نتائج بطريقة طبيعية وفعالة وآمنة، فنستطيع تنفيذه في إبيون.
 
* ما أكبر دولة يأتي منها عملاء في الشرق الأوسط، وما أكثر العمليات طلبًا؟
- السعودية والإمارات تتصدران دول عملائي من الشرق الأوسط، حيث تصلني أعلى نسبة من العمليات، وقد تليهما قطر في المرتبة الثانية مباشرة.
 
* كيف تصف عملاءك العرب؟
- إنهم مستنيرون ومتطورون وذوو علم. وهم محددون للغاية فيما يرغبون في فعله. ويريدون نتائج دقيقة، ولكنهم لا يرغبون سوى في الأفضل وهذا ما يقطعون من أجله كل هذه المسافات في السفر. يسافر عملائي من جميع أنحاء العالم في بعض الأحيان. ويمضون ما يزيد على 20 ساعة حتى يصلوا إلى هنا، لذلك يريدون التأكد من أن النتائج هي الأفضل قطعًا.
 
* ما ومن يمثل الجمال العربي المثالي اليوم، ومن صاحبة أكثر وجه شهير يذكره العملاء العرب في الغالب؟
- كيم كاردشيان وهيفاء وهبي ومايا دياب تحديدًا هن أكثر المشاهير اللاتي يشير إليهن عملائي العرب.
 
* عندما ينحدر مريض ما من خلفية عرقية معينة، هل يمكنك أن تتوقع ما يتطلع إليه؟
- ليس بالفعل. إن الجمال خاص جدًا وكل منا ينظر إلى الجمال بطريقة معينة. دائمًا ما أحرص على أن تكون عقليتي متفتحة فيما يتعلق بما يريده الناس لذلك لا أضع أفكارًا مسبقة. أريد من مرضاي أن يخبروني على وجه التحديد بما يرغبون في تنفيذه وما الذي يضايقهم أو ما يريدون تحسينه. وأقدم بعض التوصيات، ولكني أريد التأكد من أني أقدم لهم ما جاءوا من أجله.
 
* هل نحن بصدد عولمة معايير الجمال وتحقيق التجانس فيما يعد «جميلاً»، وما هي السمات العرقية التي ستختفي في إطار هذه العملية؟
- لا أعتقد ذلك. ليست لدينا تقنيات أو أدوات تمكننا من إعطاء مظهر محدد لكل شخص، حتى لو كانت مُصَممة. لم تتغير سمات الجمال منذ عدة قرون. الحصول على بشرة صافية وعظمتي وجنتين مرتفعتين وفك جميل وشفاه فاتنة وعيون واسعة إلخ... كل تلك السمات ليست جديدة. المختلف هو أننا نستطيع تحقيق تلك الأمور عن طريق تكنولوجيا وأدوات نملكها. ولهذا يرغب الناس في الحصول على هذه الملامح قدر الإمكان. ولكن حتى إذا حاولت أن أجعل شخصين متماثلين، لن أتمكن من ذلك مطلقًا. فلدينا جميعًا ملامح مختلفة إلى درجة أنه لن يوجد شخصان متماثلان. وهدفي ليس تماثل الجمال بل جعل الشخص يبدو في أفضل صورة ممكنة له، وأن يبدو مثل ذاته.
 
* أحيانًا ما يوصف جيل الألفية وجيل زد، أو ما يطلق عليه «جيل السيلفي»، بالنرجسية. فهل لاحظت تغييرًا في عقلية ونفسية المرضى على مدار الأعوام؟ وهل تعتقد أن ضرر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يفوق نفعها فيما يتعلق بحب الذات؟
- لا، أعتقد أن الحياة تعني أن يرغب المرء في الاعتناء بنفسه. ولكن يوجد نقص شديد في حب الذات نشأ عليه كثير من النساء. فهن يتلقين تشجيعًا على التضحية والتخلي عن الكثير. من اللطيف أن نشهد هذا الجيل الجديد الذي يضع أولوية للاهتمام بالنفس والعناية بها. وأعتقد أنك إذا كنت تحب نفسك ستصبح شخصًا ودودًا وبالتالي ستمتلك مزيدًا من الحب الذي تقدمه لآخرين. إذن العناية بالذات والشعور بالتقدير لما تملك إيجابي. وبالطبع، يمكن أن يزيد الأمر عن حده، ولكني لا أرى هذا الإفراط لدى عملائي. بل عندما يأتون إلي تكون هذه خطواتهم الأولى لحب الذات. وهذا الحب هو ما يسمح للمرء بحب الناس من حوله.


 
* النظرة الإيجابية للجسم في صعود كما أنها ساهمت في توسعة نطاق التعريفات المجتمعية لما هو جميل، ولكن يبدو أنه لم يتغير سوى القليل في وعينا بالذات حيث إن الطلب على جراحات التجميل في زيادة كبيرة حول العالم. هل تعتقد أنه من الممكن أن توجد هذه الاستجابات على الرسائل المجتمعية وليدة «إنستغرام» والمعايير المتعلقة بمظهر المرء جنبًا إلى جنب؟
- نعم. تعني النظرة الإيجابية للجسم أنك تُقدر ما تملكه، ولكن التجميل يعني أنك تعمل على تحسين ما لديك. وهما لا يتعارضان. على سبيل المثال، يمكنك أن تُقَدِر سيارة جميلة تمتلكها وتعتني بها يوميا، وهذا لا يعني أنك تكرهها، بل إنك تحبها أكثر. وإذا كنت تُقَدِر جسمك كما هو وترغب في العناية به بطريقة أفضل، يعني ذلك أنك تحمل حبًا أكبر لجسمك ومظهرك. الزهو بالنفس هو جوهر الحياة. إذا استيقظت كل صباح وتحليت بأفضل مظهر لك، واجتهدت في عملك، سوف تسمح لنفسك بالمضي قدمًا والازدهار في الحياة. بالنسبة لي هذا هو جوهر الحياة، أن تستمر في التحسن والمضي إلى الأمام.
 
* أخبرنا بأغرب طلب تتلقاه من عميل؟
- أغرب طلب أتلقاه من عميل عندما يطلب مني أن يصبح شبيهًا تمامًا بشخص آخر. ومن حسن الحظ أن هذا لا يحدث سوى مرة أو اثنتين في العام. في المعتاد، يطلب العملاء أن يبدو مثل أحد المشاهير. وأعتقد أن هذا هو أغرب طلب لأنه غير ممكن. أشعر حينها أن هؤلاء المرضى ليسوا مستعدين عاطفيًا لاتخاذ قرار عملية التجميل، لذلك أرفض بلطف أن أجري لهم أي عملية.

font change