«القانون والنظام»: ثلاثة خبراء أميركيون

لماذا وقف ترامب أمام الكنيسة رافعا الإنجيل؟

«القانون والنظام»: ثلاثة خبراء أميركيون

* تعتبر عبارة «القانون والنظام» جزءاً من تاريخ المواجهات بين المتظاهرين السود والشرطة الأميركية

واشنطن: في الأسبوع الماضي، أمام البيت الأبيض، كان متظاهرون يهتفون تأييدًا للأسود جورج فلويد الذي قتل، قبل ذلك بأسبوع، وهو في يد الشرطة في ولاية مينيسوتا.
فجأة، أمام البيت الأبيض، حلقت طائرات عسكرية فوق المتظاهرين، وزحفت مدرعات تابعة للحرس الوطني، وفرقت المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع.
وفجأة، خرج الرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض، واتجه شمالا، عبر ميدان «لافاييت»، بعد ان أبعدت الشرطة المتظاهرين عنه.  وقف ترامب، وزوجته، ووزير العدل، وآخرون، أمام الكنيسة التاريخية التي كان متظاهرون قد أحرقوا جانباً منها. ورفع ترامب الكتاب المسيحي المقدس، وتحدث، مرة أخرى، عن «القانون والنظام».
وقبل أن يخرج من البيت الأبيض، كان قد ألقى «خطاب القانون والنظام»، والذي قال فيه:«أنا رئيس القانون والنظام... الآن، أصدرت أوامر بتجنيد كل قوى الحكومة الفيدرالية، مدنية وعسكرية، لوقف التخريب، ولحماية المواطنين».
بالنسبة للأميركيين، تعتبر عبارة «لو آند أوردر»(القانون والنظام) جزءاً من قرابة قرن في تاريخ المواجهات بين المتظاهرين السود والشرطة الأميركية.

 

نيوت غينغرتش


 
هذه آراء ثلاثة خبراء أميركيين، من تغريداتهم، ومواقعهم، ومقابلات صحافية:
9 اقتراحات للرئيس ترامب لمواجهة المظاهرات
 
نيوت غينغرتش (77 عاما): كان سابقاً زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، وكان أستاذا جامعيا للتاريخ، ومن قادة الحزب الجمهوري، وكبار مؤيدي ترامب:
هذه تسع اقتراحات للرئيس ترامب لمواجهة المظاهرات التخريبية:
 
1. تصنيف المنظمات المشاركة في الدعوة إلى العنف، بداية بمنظمة «أنتيفا»إرهابية.
2. التحقيق في من يمول هذه النشاطات التخريبية؟ نحن نعلم أن السوفيات مولوا حركات السلام اليسارية، والجماعات الإرهابية في أوروبا الغربية، في الستينات والسبعينات.
3. توجد كميات كبيرة من الفيديوهات من هذه المظاهرات. ويسهل هذا على شرطة وخبراء الأمن تعقب المشتركين المخربين.
4. يرفض المدعون القضائيون قبول كفالات مالية للمقبوض عليهم. يجب أن يكون الهدف الأول هو تجفيف عدد المخربين.
5. أخطأت شرطة مينيابوليس عندما أهملت حماية مركز الشرطة، فأحرقه أعداء أميركا. وصاروا يشعرون وكأنهم دمروا الحضارة الغربية.
6. إعلان أن الخسائر بسبب تخريبات الإرهابيين هي مثل خسائر الأعاصير، والفيضانات، والحرائق. وتقديم تعويضات لأصحاب الأماكن التي خربوها.
7. يجب، عند مواجهة غوغاء معادين لأميركا، أن تمتلئ الشوارع بالشرطة والقوات العسكرية الكافية لحماية الحضارة الغربية.
8. إذا لم تستطع شرطة المدينة مواجهة المخربين، يجب أن تتدخل شرطة الولاية. وإذا لم تستطع هذه، يجب أن تتدخل الحكومة الفيدرالية، مدنيا وعسكريا. 
9. تجب الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتتبع تليفونات المخربين والمتطرفين. لا توجد حدود عند الدفاع عن حضارتنا ضد الإرهابيين...

 

كريس سيليزا


 
 
رئيس القانون والنظام
 
كريس سيليزا (44 عاما): كبير معلقي تلفزيون «سي إن إن».وكان تخرج من جامعة جورجتاون (واشنطن العاصمة)، وعمل في شبكات تلفزيونية أخرى:
خاطب ترامب الأميركيين بكلمات يفترض أنها تهدف إلى طمأنتهم. قال لهم: «أنا رئيس القانون والنظام».لكن، أدرك ترامب ذلك أم لم يدركه، جعلته كلماته هذه ينضم إلى قائمة رؤساء أميركيين عرفوا بسياسات الرد الصارم لقمع العصيان المدني، خاصة الذي تقوم به الأقليات في البلاد...
من بين الرؤساء الذين استخدموا عبارة «القانون والنظام»ريتشارد نيكسون (1969-1975).  وذلك بهدف تهدئة السكان (البيض) بسبب احتجاجات وأعمال شغب اندلعت بسبب اغتيال القس الأسود مارتن لوثر كينغ، زعيم حركة الحقوق المدنية.
قال نيكسون في خطاب بالتلفزيون: «يا أصدقائي، أريد أن تكون هذه رسالة واضحة: هذه نهاية تجار الجريمة والفساد في المجتمع الأميركي. لن تكن هناك موجة جرائم في المستقبل في الولايات المتحدة الأميركية... سنعيد الحرية من الخوف إلى قلوب الأميركيين. وذلك حتى يأخذ الأميركيون زمام المبادرة لنشر الحرية من الخوف في العالم».
وأضاف نيكسون: «أقول الآتي للذين يقولون إن شعار (القانون والنظام)هو كلمة السر للتفرقة العنصرية: إذا كنا نريد احترام القانون، يجب أن يكون القانون جديراً بالاحترام... أيضاً، لن نقدر على تحقيق تقدم دون نظام، مثلما لن نقدر على تحقيق نظام دون تقدم».
وقال نيكسون: «نعم، لن يكون هناك سلام دون عدل. وذلك لأن خنق المعارضة يعرقل السلام، ويعرقل التقدم، ويسيء إلى القانون. لكن، في الجانب الآخر، عندما تعم الاضطرابات والفوضى، فإنها تدمر كل شيء.  ولن يتحقق السلام، ولن يتحقق التقدم. ويهتز القانون».
هذه مقتطفات مما قال نيكسون في مناسبات كثيرة في ذلك الوقت. ويجب أن لا يقول أحد إن نيكسون كان غاضبا ذات يوم، وانفعل. وذلك لأنه ركز، منذ حملته الانتخابية عام 1968، على استراتيجيتين:
الأولى: «القانون والنظام».
الثانية: «الأغلبية الصامتة»
وقد ذهب نيكسون إلى ولايات الجنوب خلال الحملة الانتخابية، وكان واضحاً أنه يريد، ليس فقط كسب الجمهوريين هناك، ولكن، أيضاً، الديمقراطيين المحافظين. ولم تكن «ساثيرن استراتيجى»(الاستراتيجية الجنوبية) سراً... وفعلا، كسب الجمهوريين، وكسب ديمقراطيين محافظين، وفاز برئاسة الجمهورية مرتين (1968 و1972)...
 
هل يذكرنا هذا بشيء؟
 
يعيد ترامب، بعد 50 عاما، شعاري «القانون والنظام»،و«الأغلبية الصامتة»(الديمقراطيين المحافظين، خاصة في ولايات الجنوب».


 
 
سياسي وموسيقار

كريست نوفوسيليك

(55 عاما): ناشط سياسي، وموسيقار... عمل مع فرقة «نيرفانا».عام 1997، أسس «جامباك»(لجنة العمل السياسي للفنانين والموسيقيين). وفي عام 2008، اشترك، وغنى، في الحملة الانتخابية الرئاسية لباراك أوباما. لكنه، قبل أعوام قليلة، استقال من الحزب الديمقراطي، ووصف نفسه بانه «رأسمالي اشتراكي»:
 
بعد ظهر يوم الاثنين، خرج دونالد ترامب من مخبئه تحت الأرض في البيت الأبيض. وهدد بإطلاق العنان للقوات الأميركية المسلحة بهدف المحافظة على القانون والنظام، وحماية المواطنين الأميركيين...
قلت لنفسي: هذه واحدة من أكثر اللحظات المثيرة في تاريخ رئاسة ترامب. 
وردت علي نفسي: هذا ما يجب ان يفعله رئيس الجمهورية لحماية مواطنيه.
كنت في طريقي من واخيكيوم إلى سياتل (ولاية واشنطن)، ثم عدت إلى منزلي. وشاهدت عدداً كبيراً من مواطني هذه الولاية المسالمين. لم أشاهد أعمال عنف. وقدرت الأحاسيس الأميركية العريقة بأن نعيش في سلام. 
لكن، عندما عدت إلى المنزل، وشاهدت أخبار التلفزيون، وأخبار الإنترنت، غمرتني فيديوهات العنف والدمار والخراب. أحسست وكأنني أعيش في عالم آخر. 
قلت لنفسي: هل يجري هذا في الولايات المتحدة؟
وردت علي نفسي: نعم، لكن هؤلاء هم الأقلية المخربة.  أكثر الأميركيين مسالمون، ومطيعون للقانون...
وسمعت كلمات ترامب الغاضبة. لا أعتقد أنه كان يريد، حقيقة، إرسال جنود القوات المسلحة إلى الولايات، وربما لم يكن يقدر على ذلك قانونياً. لكن، فهمت أن ترامب يريد أن يكون رئيساً قوياً ومباشراً.
مضت علينا سنوات في هذه البلاد، ونحن نتحمل تطرف اليساريين والثوريين. وها هو ترامب قد جاء ليحمينا من شرور هؤلاء...
تصوروا إذا قامت هذه الميليشيات البطولية (يمينية) بأعمال العنف. كان اليساريون والثوريون سيعلنون أن النازية سيطرت على أميركا. وكانوا سيطلبون أن تنزل القوات الأميركية المسلحة إلى الشوارع.
لكن، لحسن الحظ لم يحدث ذلك. الذي حدث هو القيام بأعمال إرهابية، وتدميرية من قبل منظمات ثورية ويسارية...
يريد أكثر الأميركيين السلام، وتحدث الرئيس ترامب عن هذه الرغبة. وقال إنه سيوقف العنف إذا لم يقدر حكام الولايات على وقفه. وأعلنت أكثرية الأميركيين تأييدها لهذا النهج الشجاع والمباشر.
ناهيك عن التفاصيل القانونية التي لا يفهمها سوى عدد قليل، قال ترامب إنه سيوقف العنف وهذا يناسب رغبات أكثر الأميركيين...».
 
(بعد يوم من نشر هذا الرأي في حساب نوفوسيليك في «فيسبوك»، انهمرت عليه الاحتجاجات.  خاصة من الذين يحبون أغانيه، وأيضاً، من أعضاء فرقة «نيرفانا»الغنائية التي كان عضواً فيها. وشجع موقف أعضاء الفرقة مئات الآلاف من المعجبين حول العالم على إرسال احتجاجات بسبب دفاع نوفوسيليك عن ترامب.
واضطر نوفوسيليك إلى إغلاق حسابه العام في «فيسبوك»).
 

font change