«أمل» مصر لعلاج المصابين بـ«كوفيد-19»

بلازما المتعافين من كورونا

البلازما من الممكن أن تساعد في علاج كل الحالات المرضية سواء المتوسطة أو البسيطة أو حتي الحالات الحرجة (وزارة الصحة والسكان المصرية)

«أمل» مصر لعلاج المصابين بـ«كوفيد-19»

* العلاج ببلازما المتعافين يتم بطريقة علمية وصحية أمنة ولا يصلح مع كل الحالات
* بلازما المتعافين تحتوي على أجسام مضادة، ثبت بالفعل أنها يمكن أن تعالج المرضى...
* تم استخدامها في وباء 1918 الذي أسفر عن موت 50 مليون إنسان
* العلاج بالبلازما دخل مرحلة التجارب السريرية... 
* يتم استخدامها مع الحالات الشديدة والخطرة قبل دخولها للمرحلة الحرجة وأثناء دخولها لغرفة العناية المركزة

القاهرة: يتسابق أباطرة البحث العلمي في العالم لإيجاد عقار أو لقاح لفيروس كورونا الذي اجتاح العالم وتسبب في وفاة الآلاف من الناس وزرع الألم في أجساد الملايين، وقد حفزت تلك الجائحة تطوير لقاحات جديدة للفيروس التاجي عبر صناعة التكنولوجيا الحيوية، من قبل العديد من شركات الأدوية والمنظمات البحثية حول العالم من شتى الجنسيات، وكان لمصر نصيب كبير في هذا السباق، حيث بدأت مصر أكثر من تجربة لإيجاد علاج لتلك الجائحة كان أبرزها وأكثرها نجاحا استخدام بلازما الدم للمتعافين من فيروس كورونا لعلاج المرضي المصابين بالفيروس، حيث بدأت هذه التجربة في أبريل (نيسان) الماضي، ودخلت طور التجارب السريرية خلال تلك الفترة، لتعلن بعدها وزارة الصحة المصرية نجاح هذه التجربة وتؤكد أن مصر عقدت اتفاقية مع دولة كوريا الجنوبية، للتوسع في تصنيع مشتقات بلازما الدم إضافة إلى إنشاء مصر 12 مركزًا لبلازما الدم، تم الانتهاء من 6 مراكز منها في 6 محافظات مصرية.
وتأتي تجربة مصر في العلاج بالبلازما لتضع عدة أسئلة حول أسباب نسب الشفاء بها والتي لخصها البعض بسبب حملة التطعيمات الإجبارية التي تفرضها مصر علي المواليد والأطفال حتي 5 سنوات والتي رأى عدد كبير من الباحثين أنها ساهمت في تقليل حجم الإصابات ورفع نسب الشفاء بين المصريين، غير أن بعض العلماء والباحثين يرون أنها مجرد اجتهادات علمية.
يقول الدكتور جمال شيحة أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنصورة في مصر، وهو من الداعين لعلاج فيروس كورونا ببلازما المتعافين: «إن بلازما الدم من المتعافين من فيروس كورونا تحتوي على أجسام مضادة، ثبت بالفعل أنها يمكن أن تكون أحد الخطوط العلاجية لعدد كبير من المرضى»، مؤكدا أن البلازما من الممكن أن تساعد في علاج كل الحالات المرضية سواء المتوسطة أو البسيطة أو حتى الحالات الحرجة، منوها إلى أن هذا الخط العلاجي يتم بمقتضاه إعطاء المريض أجسام مضادة جاهزة، وأن هذا الأمر ثبتت فاعليته في كثير من الدول وأسفر عن نتائج طيبة.
 

بلازما دم المتعافين ثبت نجاحها في عدد من الدول أبرزها إنجلترا، وجميع تجاربها العلمية أكدت أنها الأفضل (وزارة الصحة والسكان المصرية)
 



وتابع أستاذ الكبد بجامعة المنصورة في تصريحاته لـ«المجلة»أن فكرة العلاج ببلازما المتعافين ليست بالأمر الجديد، موضحا أنها قديمة وسبق استخدامها عندما كان هناك وباء أخطر بكثير من كورونا عام 1918، ونتج عنه موت 50 مليون إنسان في العالم، ولم يكن هناك في ذلك الوقت أي عقاقير أو مضادات حيوية تستطيع مواجهة هذا الوباء، مشيراً إلى أن العلاج الوحيد الذي ظهر في هذا الوقت وساعد على اختفاء الوباء بطريقة أسرع هو العلاج بالبلازما عن طريق إعطائها من الذين تعافوا من المرض إلى الأشخاص الذين ما زالوا مصابين، مؤكدا أنه من الجيد وجود خط علاجي متاح ومقنن، وأن الأطباء المتخصصين يعرفون الكمية التي يجب أن يتناولها المريض، وليس له أي نوع من الأعراض الجانبية، ولكن بالعكس به كثير من الفوائد لجسم الإنسان.
وأشار أستاذ الكبد بجامعة المنصورة المصرية، إلى أن بلازما دم المتعافين ثبت نجاحها في عدد من الدول أبرزها إنجلترا، وجميع تجاربها العلمية أكدت أنها الأفضل، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أحداً لا يستطيع أن يجزم بأن بلازما الدم للأشخاص المتعافين هي العلاج الوحيد، ولكنها تفيد في حالات، ولا تفيد في حالات أخرى. 
وحول مدى إمكانية تصنيع لقاح لفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة، كشف أستاذ الكبد بجامعة المنصورة أن هناك تسابقا علميا وبحثيا لتصنيع لقاح لكورونا، مؤكدا أن السيطرة على هذا الوباء لن تكون إلا بالتطعيم واللقاح، مشيرًا إلى التجربة التي تجرى الآن في جامعة أكسفورد مع إحدى شركات الأدوية العالمية، موضحا أنه من المتوقع بدء إنتاج هذا اللقاح في أواخر أغسطس (آب) المقبل، وأكد أن هذا التاريخ مفصلى وأن تجربة أكسفورد ستكون جاهزة، وهي الأكثر واقعية وستنتج مليار جرعة لأميركا وأوروبا، ومليار جرعة أخرى للدول المتوسطة والفقيرة. 
وفي السياق، تقول الدكتورة جيهان العسال، نائبة رئيس اللجنة العلمية لوضع بروتوكولات علاج فيروس كورونا بوزارة الصحة المصرية، إن العلاج ببلازما المتعافين من فيروس كورونا ما زال في مرحلة التجارب السريرية، مؤكدة أن العلاج بالبلازما يأتي من المتعافين خلال 14 يومًا من تعافيهم، لمساعدة مرضى الحالات الحرجة من فيروس كورونا.
وتابعت نائبة رئيس اللجنة العلمية لوضع بروتوكولات علاج فيروس كورونا بوزارة الصحة المصرية في تصريحاتها التي اختصت بها «المجلة»أن العلاج ببلازما المتعافين نجح كثيراً، وهناك حالات تعافت ونتائج مبشرة، مشيرة إلى أن هذا الأمر ساعد في التوسع من استخدام هذا البروتوكول، حيث قامت وزارة الصحة المصرية بتوزيع الأجهزة الخاصة بفصل البلازما عن الدم، لتوسيع هذه التقنية، مشيرة إلى أنه يتم سحب الدم من المتعافين من فيروس كورونا بعد أسبوعين من تعافيهم، لأخذ بلازما الدم منهم، موضحة أن هذه الطريقة من العلاج يتم استخدامها مع الحالات الشديدة والخطرة قبل دخولها للمرحلة الحرجة وأثناء دخولها لغرفة العناية المركزة.

العلاج ببلازما المتعافين نجح كثيراً وهناك حالات تعافت والنتائج مبشرة (وزارة الصحة والسكان المصرية)
 



من جانبه، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية والوقائية، أن العلاج ببلازما الدم يتم بطريقة معينة، حيث يتم جمع بلازما المتعافين بطريقة علمية وصحية آمنة لاستخدامها بأساليب علمية.
وتابع مستشارالرئيس المصري للشؤون الصحية والوقائية في تصريحات خاصة لـ«المجلة»أنه يجب على المتعافين أن يتبرعوا ببلازما الدم حتي يتسنى استخدامها في علاج حالات مصابة أخرى بفيروس كورونا، مؤكداً أن استخدام بلازما المتعافين، سببه وجود أجسام مضادة في البلازما الخاصة بهم، وهو ما يمكنه مقاومة المسبب لفيروس كورونا، موضحًا أن البلازما استخدمت في بعض البلاد بجرعات محددة للحالات الشديدة، وقد ساهمت في استجابة المرضى للعلاج في بعض الحالات، وأن استخدام بلازما المتعافين في علاج المصابين بمصر تم على أسس علمية صحيحة، إلا أنه لا يصلح مع كل الحالات المرضية مشيراً إلى أن ما تردد حول مساهمة تطعيم الدرن في خفض نسب الإصابات ورفع معدلات الشفاء ما هو إلا اجتهادات علمية.
وكانت مصر قد أعلنت في شهر أبريل الماضي البدء في تجربة استخدام بلازما الدم للمتعافين من فيروس كورونا لعلاج المرضى المصابين بهذا الفيروس، حيث أكدت وزارة الصحة المصرية وقتها أن البلازما هي أحد مشتقات الدم، وتحوي عند المتعافين من الفيروس أجساماً مضادة له، ويتم الحصول على هذه البلازما، بعد فحصها جيداً، والكشف عليها للتأكد من خلوها من فيروسات أو أمراض أخرى، وتجربتها سريرياً لدى المرضى بكورونا.
وتقوم وزارة الصحة المصرية بتجربة البلازما والتي تتم من خلال بروتوكول معين، وستكون للحالات الشديدة التأزم، والحالات الخطيرة، والمرضى أصحاب المناعة الضعيفة لتعزيز قدرات جهازهم المناعي، وهو بروتوكول علاجي مطبق في مصر لمرضى كورونا، معد بعناية وتم تركيبه بطريقة تحول دون حدوث آثار جانبية للمريض.

font change