التعايش مع فيروس كورونا

خبيران يشاركان أفكارهما عن الصحة النفسية في عصر الجائحة

التعايش مع فيروس كورونا

* مع تفشي الفيروس في جميع أنحاء العالم، يشعر كثيرون منا بالقلق والتوتر بشأن تأثيره على حياتنا.
* في أغلب الحالات، ستسبب العزلة إحباطًا دون أي آثار مرضية على المدى البعيد. وإذا أسيء التعامل مع فترة الحجر الصحي، عن طريق إساءة فهم أسباب الانعزال أو عدم الموافقة عليها
* أفضل شيء يمكن فعله هو وضع حد للاطلاع على الإعلام والذي يمكن أن يثير القلق لدى كثيرين، والاستماع والاعتماد على المصادر الرسمية في المعلومات
* مخاوف من أن تترك الجائحة لدى الناس رغبة بدائية في الحفاظ على حياتهم، وهي غريزية، لحماية أنفسهم والمقربين منهم مع إهمال المصلحة العامة

لندن: تسبب ظهور فيروس كورونا المستجد في تغيير وجه الحياة في جميع أنحاء الأرض. وبينما يحاول مليارات البشر التكيف مع قيود الحياة في عصر انتشار الجائحة، يكافح كثيرون من أجل التأقلم مع القلق المتعلق بالعواقب المختلفة لها. نخشى على صحتنا وصحة أحبائنا. ونقلق بشأن سداد إيجار السكن أو الرهن العقاري، ومستقبل مواردنا المالية، وتأثير تفشي الفيروس على الاقتصاد العالمي. هذا يكفي لكي يشعر أي شخص بالقلق. لذا سألنا البروفسور نيل غرينبرغ، الخبير في الأمراض النفسية وهو استشاري في الطب النفسي المهني والشرعي في كلية كينغز لندن، والبروفسور جوزيف الخوري، وهو خبير في الطب النفسي والإدمان للبالغين في الجامعة الأميركية ببيروت، عن رأيهما في تأثير الجائحة على الصحة النفسية وكيف يمكن للأشخاص التعامل مع مخاوفهم المرتبطة بفيروس كورونا في هذه الفترة غير المسبوقة في التاريخ الحديث.
 
* ما آثار العزلة الذاتية على الصحة النفسية؟
- البروفسور نيل غرينبرغ:في أغلب الحالات، ستسبب العزلة إحباطًا دون أي آثار مرضية على المدى البعيد. وإذا أسيء التعامل مع فترة الحجر الصحي، عن طريق إساءة فهم أسباب الانعزال أو عدم الموافقة عليها، أو نقص المواد الأساسية (من طعام أو دواء أو منتجات صحية... إلخ)، أو حيث لا تتوفر وسائل تواصل عن بعد، أو طالت فترة الانعزال عن بقية المجتمع، حينها يمكن أن تقع آثار سلبية على المدى البعيد مثل الإصابة بالاكتئاب أو ظهور أعراض ضيق ما بعد الصدمة.
- البروفسور جوزيف الخوري: يجب أن نضع في اعتبارنا أن جائحة بهذا الحجم لم تحدث منذ ما يزيد على 100 عام، على الرغم من بعض حالات التفشي المحدودة في الصين (سارس-1) وأفريقيا (إيبولا) في العقود الثلاثة الماضية. والأبحاث عن تأثير هذه الحالات قليلة للغاية. وبدلًا من ذلك ننظر إلى ما حدث في عام 1918، ولكن كان العالم مختلفًا تمامًا، ومن الصعب ترجمة الدروس المستفادة منه إلى العصر الحالي. وينطبق ذلك تحديدًا على الحجر الصحي ومستوى العزلة فيما يتعلق بالنطاق (حيث يشمل عدة ملايين من البشر على مدار عدة أسابيع وشهور)، فهو حدث جديد كلية على جميع المجتمعات. وهكذا أصبحنا نستمد ما نعلمه عن الحجر الصحي من حالات تفشٍ سابقة وهي أصغر نطاقًا وأقل تأثيرًا. كذلك ما نعلمه يأتي من السجناء في عزل ذاتي أو من رواد الفضاء أو غواصين، ولكنهم يمثلون فئات خاصة، لذا لا يمكننا التعميم.
ما يحدث هو أننا نتعلم عن التأثير في أثناء معايشتنا له، ويتشارك خبراء الصحة النفسية ملاحظاتهم وخبراتهم من جميع أنحاء العالم.

 

البروفسور نيل غرينبرغ، خبير في الأمراض النفسية واستشاري الطب النفسي المهني والشرعي بكلية كينغز لندن


 
* أعتقد أن جميع الناس يريدون أن يعرفوا ما هي الطرق أو الممارسات التي تقترحها للتعامل مع القلق أو الضغط الذي يتعرض له المرء في أثناء مواجهته لهذه الجائحة؟ ما هي «أدوات»الصحة النفسية التي تستخدمها بصفة شخصية؟
- نيل غرينبيرغ: أفضل شيء يمكن فعله هو وضع حد للاطلاع على الإعلام والذي يمكن أن يثير القلق لدى كثيرين، والاستماع والاعتماد على المصادر الرسمية في المعلومات بشأن الفيروس والتعليمات المطلوبة، والاستمرار في التواصل مع الناس بشكل منتظم حتى لو على فترات قصيرة، والسعي إلى الحفاظ على صحة الجسم فيما يتعلق بالغذاء والنوم والتمارين الرياضية وممارسة الأمور التي تستمتع بها، نظرًا لأن صحتك البدنية مهمة لأجل صحتك النفسية أيضًا. وأنا أبذل ما في وسعي للالتزام بتلك النصائح.
- جوزيف الخوري: إن التوصيات التي تتضمن تعليمات منظمة الصحة العالمية بسيطة للغاية، ولكنها ليست سهلة التنفيذ. يتفق جميع المتخصصين على أنك إذا كنت تعاني بالفعل من القلق أو أي مرض نفسي، تزيد احتمالات إصابتك بقلق أكبر في أثناء الفترة الحالية. ولكن بعض الأشخاص الذين لم يصابوا بالقلق من قبل قط، سوف يصابون به لأول مرة. يمكن أن يتحول الأمر إلى خلل ويؤدي إلى سلوك مزعج لهم وللآخرين مثل التعقيم المستمر واستمرار متابعة الأخبار وتقييد جميع الأنشطة إلى ما يعتبرونه آمنًا تمامًا ويتجاهلون جودة الحياة «حتى ينتهي فيروس كورونا». لذا، النصحية التي أوجهها لجميع الناس هي الحفاظ على روتين صحي، بغض النظر عن حجمه، يحمل عناصر من حياتهم قبل كورونا. وهذا يتضمن نمط تغذية صحيا ونمط نوم صحيا وتخصيص وقت للعمل ووقت لبقية الأنشطة. وأنصح أيضًا أن يركز المرء على نشاط أو اثنين جديدين «لتطوير الذات»حتى يحافظ على تحفيز ذاته. وتتعلق النصيحة الثالثة بالصلات الاجتماعية، حيث تسمح لنا التكنولوجيا بالبقاء على اتصال مع العالم حتى في ظل العزلة المادية. لنتصور كيف قد يكون الأمر قبل 20 عامًا فقط. نحتاج إلى الاستفادة من هذه الميزة عن طريق عدم قضاء أغلب وقتنا في القراءة عن الأوبئة ومتابعة الأخبار على مدار 24 ساعة، ولكن بالتواصل مع دوائرنا الحالية وتكوين دوائر جديدة. النصيحة الأخيرة هي تجنب التداوي الذاتي بأي شكل، سواء عن طريق تناول حبوب دواء أو أي مواد أخرى. إذا شعرت أنك لا تستطيع التكيف مع الوضع، اطلب المساعدة.
 
* في ظل مواجهة العاملين في الرعاية الصحية حول العالم مستويات غير مسبوقة من ضغط العمل، كيف يمكنهم التعامل مع المشاعر والضغوط؟
- نيل غرينبرغ: يمكنهم التحدث مع زملائهم أو مشرفيهم الذين يثقون بهم، ويسعون إلى الحكي مع زملائهم عما يفعلونه ولماذا حدثت نتائج سيئة. ليس من المفيد قضاء وقت كبير في إلقاء اللوم على الذات أو على آخرين بسبب عدم تحقيق المثالية في كل الأوقات – هذا وضع استثنائي ولا أحد معصوم. وإذا كنت مشرفًا، من المهم أن ترتقي بمهاراتك حتى تشعر بالثقة أثناء حديثك عن الصحة النفسية مع فريقك. وإذا طرأت عليك مشكلات مستمرة ومُعطِلة، اطلب المساعدة مبكرًا حتى تمنع وقوع كارثة، فالمساعدة سوف تجنبك الوقوع في حالة سيئة شديدة.
- جوزيف الخوري: إن العاملين في الصفوف الأمامية في الرعاية الصحية من الفئات الأكثر تعرضًا للخطر. ويجب أن يحققوا التوازن بين سلامتهم الشخصية، ورعايتهم لمرضاهم، ومواجهتهم لنسب الوفيات المرتفعة بين هؤلاء المرضى وبين زملائهم، وسلامة عائلاتهم. يتواصل الدعم الشعبي لهم من جميع أنحاء العالم، ولكن المهم هو الدعم الحقيقي الملموس المتمثل في معدات الوقاية الشخصية والدعم المادي وتقصير فترات المناوبة وإجراء تحاليل لهم، بالإضافة إلى الدعم النفسي الذي يقدمه متخصصون ذوو خبرة. وهذا يتم في بريطانيا والولايات المتحدة وحتى في لبنان في الأسابيع القليلة الأخيرة. ولكن من المؤسف أن التابوهات والوصمات لا تزال موجودة ويُفضل كثيرون عدم طلب المساعدة المتخصصة. وسمعنا عن حوادث انتحار شهيرة في الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، وهذا مأساوي بالفعل، حيث كان من الواجب توفير مساعدة.
 
* تمثل المخاوف بشأن حالات الوفاة عبئًا ثقيلًا على عقول كثيرين، وهو أمر لا نتحدث عنه عادةً. كيف يمكننا التعامل معه؟
- نيل غرينبرغ: لا تخشوا من الحديث عن الموت والتهديد. ولا تفرطوا في التركيز عليه، ولكن التجنب ليس مفيدًا، ويمكن أن يتسبب في استمرار أفكار ومخاوف سلبية. تحدثوا قليلًا مع أشخاص تثقون بهم، أشخاص يتفهمون ما تمرون به وخاضوا تجربة مشابهة بأنفسهم.
- جوزيف الخوري: يزداد انزعاج البلدان المتقدمة كثيًرا جراء ارتفاع أعداد الوفيات عن الدول التي تشهد مآسي جماعية متكررة إلى حد ما أو التي تعرض شعبها لحرب أو نزاع في الفترة الأخيرة. أعتقد أن أفضل وسيلة لمعالجة هذه المشكلة هي معرفة أن الموت حتمي، خاصة لأصحاب السن المتقدمة. ويمكننا التعامل مع الحزن عن طريق تقديم أفضل رعاية ممكنة في أفضل الأحوال، ولكن أيضًا مع ضمان الحفاظ على الكرامة في الرعاية الصحية والوفاة. تتسبب بعض الصور التي رأيناها والقصص التي سمعناها عن امتلاء المشارح وعدم كفاية أسرة المستشفيات في نوع من الإصابة النفسية التي سوف تؤثر على هذه المجتمعات على المدى الطويل.
 
* ما هي الخطوات التي يمكن أن تساعد على التخفيف من حدة التباعد العاطفي في أثناء التزامنا بالتباعد الاجتماعي مع الناس؟
- نيل غرينبرغ:استخدموا وسائل التواصل عن بعد، مثل: سكايب، وزوم، وغيرهما، لاستمرار التواصل. وحاولوا الاتصال بالآخرين كثيرًا كما كنتم ستفعلون لو كان بإمكانكم الخروج أو الذهاب إلى العمل.خصصوا وقتًا قبل الاجتماعات للتواصل الاجتماعي (عن بعد) بدلًا من تسجيل الدخول قبل بدء الاجتماع بدقيقة.
- جوزيف الخوري:يمثل الاتصال المادي والتواصل غير الشفهي احتياجا ضروريا لدى البشر، فهم «كائنات اجتماعية». وتعتمد بعض المجتمعات مثلنا عليه أكثر من غيره.وعلى الرغم من أن التواصل الافتراضي مفيد جدًا، فهو لا يغني عن هذا الاحتياج. وفي ظل استمرار الجائحة، أشعر أننا نحتاج إلى البحث عن طرق لإعادة التواصل المادي بأمان. وبالطبع هذا يعتمد على ما نعرفه عن كوفيد-19، وما إذا كنا نكتسب مناعة القطيع أو نجري التحاليل المرتبطة بها. وحتى ذلك الحين، يتعامل الناس مع دوائر «آمنة»صغيرة (أسرة، شريك في السكن، إلخ). والأمر أصعب على الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم على سبيل المثال، كما يحدث في العديد من المراكز الحضرية الغربية.

 

البروفسور جوزيف الخوري، خبير في الطب النفسي والإدمان للبالغين، في الجامعة الأميركية ببيروت


 
* شهدت حياة الأطفال تغييرًا هائلًا. كيف يمكننا مساعدة أبنائنا على التعامل مع كل ما يحدث من حولهم؟
- نيل غرينبرغ:لنكن صادقين معهم، ولا نقدم معلومات أكبر مما يستطيعون استيعابها بناء على أعمارهم. كذلك، لنحاول استيعاب قلقهم وأن لا نشاركهم مخاوفنا بشأن المستقبل أكثر مما ينبغي. لنكن واثقين من أجلهم ونوضح لهم أنه مهما حدث، فإننا نمر به معًا. كذلك نسمح لهم ونشجعهم باستمرار على التواصل عن بعد مع أصدقائهم وعائلاتهم الممتدة.
- جوزيف الخوري:سوف يتأثر الأطفال بآبائهم في الأساس ثم بأقرانهم. سيتسبب الآباء القلقون في قلق أبنائهم. وهناك مصادر ممتازة على الإنترنت موجهة للأطفال من جميع الأعمار لشرح الجائحة. ويحتاج الآباء إلى الحفاظ على روتين للأبناء يشبه ما يحدث في أيام الدراسة العادية. وأنصح بعدم الكذب على الأطفال أو إعطائهم معلومات خاطئة، حيث سيطلعون على معلومات متناقضة في مكان آخر ويفقدون ثقتهم في رسالتك وما وراءها. بل يمكن صياغة الرسالة في إطار واقعي مع تقديم طمأنة بفعل كل شيء لازم لحمايتك وحمايتهم. ويمكن إشراكهم في إجراءات السلامة حتى يشعروا بالتمكين.
 
* في ظل سيل الأخبار السيئة المربكة الكثيرة، هل هناك طرق يستمر بها الناس في المتابعة دون التعرض لهذا الارتباك ودون تفاقم قلقهم؟ على سبيل المثال، هل يجب أن نكون يقظين لقدر الأخبار التي نطَّلع عليها، وكيف ومتى نطَّلع على آخر الأخبار بشأن الفيروس؟
- نيل غرينبرغ: بالتأكيد يجب وضع حد للتعرض للأخبار التي لا تنتهي، لا سيما إن وجدنا أنها تجعلنا قلقين. حاولوا الاطلاع على الأخبار مرة واحدة في اليوم، ولا تشغلوا التنبيهات على الهاتف لكل خبر جديد. واعتمدوا على مصادر المعلومات الرسمية في الحصول على «حقائق» وليس التقارير الإعلامية التي تحمل افتراضات.
- جوزيف الخوري: يجب قطع الاطلاع على الأخبار على مدار 24 ساعة قدر الإمكان. ويجب وضع حد للتنبيهات التي ترد من تلك المواقع، وتجنب المحادثات التي تتعلق بالجائحة والتي يبدو أنها لا تفيد بشيء، والتركيز على التحليلات والمقالات التي تتجاوز أخبار حصيلة الأعداد وتقارير نهاية العالم. وبالطبع، يجب الرجوع إلى مصادر موثوق بها والتي تنسب معلوماتها إلى مراجع وخبراء ثقة. كما يجب التركيز على أخبار أخرى، حتى وإن لم تكن إيجابية، لكي نتذكر أننا لا نحتاج لرؤية كل شيء من زاوية «فيروس كورونا». أما تطبيقات أعداد فيروس كورونا بوجه خاص فهي سامة حيث إنها لا تقدم إطارا للأعداد، في حين حذر جميع الخبراء من مقارنة الأعداد بين الدول.
 
* ما هي الطرق التي يمكن بها للناس دعم عائلاتهم وأصدقائهم في الفترة الحالية؟
- نيل غرينبرغ: أن يكونوا لطفاء، ويرسلوا هدايا، ورسائل، ويتواصلوا عن بُعد، ويتشاركوا أي شيء مسلٍ مع أصدقائهم وعائلاتهم لبث روح جماعية، حتى لو كانوا لا يستطيعون رؤيتهم وجهًا لوجه. وإذا كان شخص ما يعاني، يمكن التواصل معه وتشجيعه على طلب المساعدة.
- جوزيف الخوري: أن يكونوا متاحين ولكن لا يغمروا أنفسهم. أن يسألوهم عما إذا كانوا يريدون المساعدة (وما هو نوع المساعدة، التي ربما لا تكون مرتبطة بكوفيد-19 بصفة مباشرة). لا تفرضوا أنفسكم. على العائلات إما التباعد المادي فيما بينهم، أو قضاء كل أوقاتهم معًا. ويمكن أن يكون لكلا الموقفين آثار. انتبهوا لـ«مساحاتكم العاطفية»الخاصة ولمساحات الآخرين. وهذا سوف يسمح لكم بحماية أنفسكم نفسيًا، ومساعدة الآخرين بفاعلية.
 
* ما أكبر ما يثير قلقك فيما يتعلق بصحة الناس النفسية في أثناء هذه الجائحة، وهل تخشى أن يقع تأثير نفسي طويل الأجل بسبب كوفيد-19؟
- نيل غرينبيرغ: أعتقد أن أكبر تأثير سيأتي من الآثار المالية التي سوف تتبع الأزمة. نعلم أن حالات التراجع الاقتصادي مرتبطة بسوء حالة الصحة النفسية وزيادة معدلات الانتحار للأسف. وبالتالي، استمرار اقتصاد الدول في العمل سيكون جيدًا لصحة سكانها النفسية.
- جوزيف الخوري: في الأيام الأولى للجائحة كان هناك أمل في أن يجمع هذا التحدي العالمي بين الناس. ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا بكثير، سواء كنا نفكر في التعاون بين الدول أو ببساطة على مستوى مجتمع أو أسرة ما. أخشى أن تترك الجائحة لدى الناس رغبة بدائية في الحفاظ على حياتهم، وهي غريزية، لحماية أنفسهم والمقربين منهم مع إهمال المصلحة العامة. من المؤسف أن هذه الاستراتيجية تحديدًا يمكنها أن تؤدي إلى نزاعات وضغوط اجتماعية. ويوجد دور كبير يجب أن تؤديه الحكومات بأن تكون مصدرًا للثقة وتتخذ إجراءات فعالة لضمان الأمن الاجتماعي بأوسع معانيه مع حماية الحريات المدنية. وكلما طالت فترة الجائحة وتداعياتها الاقتصادية، أصبح تأثيرها على الصحة النفسية أعمق وأكثر إلحاحًا.

font change