مصر: بعد أكثر من 68 عاما من الجدل.. ديليسيبس يعود إلى موقعه

صاحب امتياز حفر قناة السويس ومدير المشروع الذى افتتح عام 1869

مصر: بعد أكثر من 68 عاما من الجدل.. ديليسيبس يعود إلى موقعه


* هل سيعود ديليسيبس واقفاً على مدخل قناة السويس؟ وهل ستنقذ السياحة الفرنسية بورسعيد في الأيام القادمة؟
 
بورسعيد: اثيرت حالة من الجدل في مصر بين مؤيد ومعارض بشأن إعادة تمثال فرديناند ديليسبس إلى قاعدته عند مدخل قناة السويس.
وفرديناند ديليسيبس مهندس فرنسي ولد في فرساي بفرنسا في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 1805، وتوفي في 7 ديسمبر (كانون الأول) 1894 بفرنسا. درس مشروع توصيل البحر الاحمر بالبحر المتوسط لفترة طويلة وحاول إقناع عباس باشا الذي رفض المشروع وحاول بعد ذلك مع سعيد باشا واستطاع تنفيذ المشروع.
 
وفيما يلى 10 معلومات عن التمثال:
1-      في عام 2017 وافق المجلس الأعلى للآثار في مصر ولجانه الدائمة على تسجيل التمثال بمحافظه بورسعيد في عداد الآثار الإسلامية والقبطية طبقا لموافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية.
2-      ديليسيبس صاحب امتياز حفر قناة السويس ومدير المشروع الذى افتتح عام 1869 عندما بدأ إبحار السفن للمرة الأولى في القناة. وقد استمر حفر القناة عشر سنوات من عام 1859 وحتى 1869 بأيدي 100 ألف مصري.
3-      وضع التمثال في مدخل القناة الشمالي في بورسعيد مع افتتاح القناة تكريما لدوره البارز في المشروع، وظل التمثال كما هو حتى عام 1956.
4-      وفي عام 1956 أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس مما تسبب في العدوان الثلاثي (فرنسا- بريطانيا- إسرائيل) على مصر.
5-      قام الفدائيون من أبناء بورسعيد بإزاحة التمثال من قاعدته باعتباره رمزا للاستعمار وتجسيد حقبه من الظلم عاشها المصريون تحت الاستعمار الأجنبي وقد قام قائد الفدائيين بتفجير حقيبة ممتلئة بقنابل (TNT) في قاعده التمثال الذي لم يصمد أمام غضب المصريين وسقط التمثال على الأرض وانفصلت رأسه عن بقية جسده وحتى اليوم تقف قاعده تمثال ديليسيبس البالغ ارتفاعها عشرة أمتار دون صاحبها في نهاية شارع الممشى السياحي ببورسعيد.
6-      تم نقل التمثال من بورسعيد عن طريق هيئة قناة السويس إلى مخازن الترسانة البحرية بالهيئة على مدار 61 عاما ورفض أهالي بورسعيد إعاده التمثال إلى قاعدته منذ هذا الموقف واستمرت أعمال ترميمه وإعاده تجديده بالاستعانة بالفرنسيين حتى أصبح جاهزا. 
7-      تم عمل استبيان بين أفراد المجتمع المدني في بورسعيد عام 2002 لمعرفة رؤيتهم لمدى استعدادهم لعودة التمثال إلى مكانه وذلك بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية وتم سؤال طلاب الجامعة وأساتذتها وكذا النقابات العمالية والأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية والجمعيات الأهلية وبعض من المثقفين ورجال الأعمال وكانت نتيجة الاستفتاء كالآتي:
-        70 في المائة من الذى تم سؤالهم موافقون على عوده التمثال
-        20 في المائة يعارضون عودته بشدة
-        7 في المائة اقترحوا وضع تمثال لفلاح مصري ممن حفروا القناة
-        3 في المائة ليس لهم رأي محدد وغير مهتمين
 
8-      وفى عام 2008 تم سؤال 100 من الذين تم سؤالهم قبل ذلك فكانت النسبة كما يلي:
-        80 في المائة من الذين تم سؤالهم موافقون على وجود التمثال
-        - 15 في المائة معارضون
-        4 في المائة اقترحوا الفلاح المصري
-        1 في المائة ليس لهم رأى محدد وغير مهتمين

 
9-      ويجرى الآن حوار تفاعلي مع المواطنين والمثقفين عن عودة التمثال عندما ظهرت الإرادة السياسية وبدأت إحاطة التمثال بالسقالات المدنية تمهيدا لإعادته لمكانه بعد طول غياب
وما زال الجدل دائرا في المدينة ذات الطبيعة الخاصة والتي تستعد للسياحة لتكون أحد أهم مصادر الرزق بها، خاصة بعد المتغيرات الاقتصادية في مصر والعالم ورغبه الحكومة المصرية في تنويع مصادر الدخل. ولذا فإن محافظ بورسعيد الأسبق اللواء مصطفى كامل، كان قد كلف أحد المكاتب الاستشارية بعمل دراسة إنشاء مارينا يخوت في بورسعيد وجاءت الدراسة مبشرة بأن مارينا اليخوت في بورسعيد ستكون أكثر جاذبية من أي ميناء آخر في المنطقة، وإذا علمنا أن سياحة اليخوت في المتوسط 70 في المائة منها ملك للفرنسيين، فإن السياحة على زيارة تمثال ديليسيبس في بورسعيد سوف تساعد على انتعاش السياحة.
 
10- وفي عام 2019 في شهر مايو (أيار) أطلقت حملة (أصدقاء قناة السويس المصرية) فرصا جديدة من الحراك الشعبي الرافض لوضع التمثال في مدخل القناة باعتباره رمزا للمحتل وإهالة للتراب على حقبة نضالية واعتبرها البعض إهانة للشعور الوطني، وكانت حمله الرد على عودة التمثال لموقعه تقودها جمعية أصدقاء ديليسيبس والتي تملك توكيلا ضمنيا تبنت الدعوة لعودة التمثال إلى مكانه. فيما تقول الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع إن محاولة تنصيب تمثال ديليسيبس على القناة هو هجمة على التاريخ لأن التاريخ عدو لا يمكن قهره.
وفي السياق نفسه يقول الدكتور شريف صالح، أحد القيادات الشعبية في بورسعيد، إن إعادة التمثال إلى موقعه تكريس لأفكار الاحتلال وإنكار دور الفلاح والفلاحة المصرية في حفر القناة  ولو أن هناك رغبة في تطوير المنطقة بعد اعتماد تمثال ديليسيبس من الآثار التاريخية، فليتم عمل تمثال آخر للفلاحة المصرية أو الفلاح المصري واستغلال الرصيف الموجود فيه التمثال ليكون مولا تجاريا ويجذب اللنشات السياحية.
وحول الأمر يقول كثير من شباب بورسعيد وكثير من شباب المثقفين إن عودة التمثال لموقعه إضافة كبيرة للسياحة في بورسعيد وقد ثار أبناء بورسعيد حينما وصل إلى علمهم أن التمثال سوف يبقى في محافظة الإسماعيلية وطالبوا بعودته إلى بيته.
 
فهل سيعود ديليسيبس واقفا على مدخل قناة السويس؟ وهل ستنقذ السياحة الفرنسية بورسعيد في الأيام القادمة؟ هذا ما سوف توضحه لنا الأيام القادمة بعد أكثر من 68 عاما من الجدل منذ اندلاع ثورة 23 يوليو عام 1952.
 
 
font change