ناصر القصبي... النجم والمحكّم

الفنان الكوميدي السعودي: خرّيج كلية الزراعة يسقي الفرح لجمهور الدراما العربية

ناصر القصبي... النجم والمحكّم



رسم: عليّ المندلاويّ

 
 
1- المولود اسمه ناصر 
- في بيت السيد قاسم القصبي، في الرياض (عاصمة المملكة العربية السعودية)، وفي يوم الثلاثاء 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 1961 ولد طفل سيختار له أبوه في تلك الفترة العربية، اسم: ناصر. 
- كبر ناصر، وتعلم في جامعة الملك سعود واختار كلية الزراعة...
 
2- من الحقل إلى المسرح
- كان من الممكن أن يتخرج ناصر القصبي فلاحا عارفا بأصول النبت والزرع، ومواسم الفلاحة، أو مدرسا ناقلا لما عرفه من علوم إلى الطلاب، ولكن… 
- في الجامعة اكتشف أن نفسه متعلقة بفن المسرح، وحقل التمثيل، ومزرعة البسمة. 
- وسينجذب إلى النادي المسرحي ضمن النشاط الثقافي في جامعة الرياض… 
- ويبدأ ناصر منعرجه الجوهري: سيحوّل الزراعة من الحقل والغذاء إلى المسرح والأضواء، 
- وبهذا، تتحول اهتمامات الطالب جذريا من السقي والحرث والتشذيب والمشاتل والجني إلى دراسة الدور وتقمص الشخصية والعمل على إقناع الجمهور بالشخصية المسرحية. 
- أما مراقبة نمو الأشجار وتشذيبها، وعلاقتها بالشمس والظل والهواء فصارت هي:
- النموّ الدرامي للأبطال في العمل المسرحي، مع التأكيد على العناية بأغصان كل شخصية درامية. 
- أما فصول السنة الأربعة، وتقلباتها وغلالها ومناخاتها فلم تعد غير: الفصول الدرامية في عروضه المسرحية بأحداثها، وهي تنمو تحت أضواء المسرح وظلاله، وعلى مرأى ومسمع من الجمهور المتفرج في المسرح والتلفزيون. 
 
3- الفلاح والمسراح
- قرر ناصر، طالب كلية الزراعة في الجامعة أن يبدأ بزراعة البسمة بين الطلاب من خلال انجذابه إلى المسرح الجامعي في جامعة الرياض، فلاقى حضورُه الركحيُّ هوى في نفوس الطلاب زملائه في الجامعة. 
- ويبدو أن ناصر كان قد بدأ اختبار موسم حصاده مع جمهور الطلاب…
- ولعله مع هذا الجمهور الخاص كسب ثقته في نفسه عند مواجهة الجمهور العام. 
- عام 1981 كان قد بلغ سن العشرين، وقرر أن مستقبله يسكن في المسرح وعالم التمثيل.
- هكذا ترك ناصر بدلة الطالب، ونسي جلباب الفلاح، وارتدى أقنعة الممثّل. 
 
4- ناصر وبدرية والأبناء
- تزوج ناصر القصبي من السيدة بدرية البشير، وهي مثقفة ونشيطة، وزّعت نفسها بين شؤون شتى: تربية الأبناء، وكتابة القصة والرواية، والتدريس بالجامعة، والمحاضرات، وتقديم البرامج التلفزيونية.
- وسوف تتألف أسرتهما من ولديْن وبنت واحدة، هم : راكان ومهند وهالة
- وكما جرت العادة، فإن الابن البكر هو من يمنح الكُنْية لأبيه، فناصر القصبي هو «أبو راكان». 
 
5- أعمال متنوعة
- مع رفيق دربه المسرحي عبد الله السدحان، كانت رحلة ناصر القصبي هي الأطول، مع المسلسل الكوميدي «طاش ما طاش»وقد مثلاه معا في 18 جزءا طيلة عقديْن من الزمان، 
- وكان هذا المسلسل علامة كوميدية بارزة في الخليج العربي وباقي أرجاء الوطن العربي.
 
6- الفنان المحكّم
- صار ناصر القصمي نجما عربيا، وبات أحد أعضاء لجنة التحكيم في برنامج المواهب «أرابز غود تالنت»وذلك في مواسمه الثاني والثالث والرابع ما بين 2012 و2015. 
 
7- ناصر والموقف الفني السياسي
- لم يقف ناصر القصبي مكتوف الأيدي، إزاء تنامي ظاهرة الإرهاب، فاشتغل على هذه الظاهرة إبداعيا، وأنجز مجموعة حلقات ساخرة في مسلسل «طاش ما طاش»وكذلك في مسلسل «سيلفي». 
- أشياء وإشارات كثيرة دلّت على نجاح رسالة ناصر القصمي في «سيلفي»فقد مسّت هدف الجماعات الإرهابية في الصميم، وأحسّوا أن سخريته الدرامية نابعة عن دراية تامة بمخططهم، وجارحة لهم، ولكن نجاح «سيلفي»عرض ناصر القصيبي للتهديد بالقتل من أحد المنتسبين لتنظيم داعش. 
 
8- أعمال أخرى وانتظارات
- ليس «طاش ما طاش»غير عمل إبداعي، ساخر وساحر وطويل النفس. 
- وما هو إلا واحد من أعمال كثيرة أنجزها ناصر القصبي، رفقة فريق عمل متآزر، متآخ، ومتفاهم. 
- ويبقى ناصر القصبي، واحدا من كبار الممثلين الذين يتحلون بالجرأة والطرافة والفن في طرق مواضيع تهم الناس، في أسلوب مأنوس يمس مشاعر الناس وعشاق الحياة، وتستلطفه النفوس. 
 
9- الشخصية الشعبية
- تميّزت شخصية ناصر الاجتماعية بالانفتاح على الآخر، وميله الفطري والنفسي إلى السخرية 
- وأعمال ناصر، كمواقفه، كشفت ما يلي:
- إن المرح والمزاح في علاقة وطيدة بالجدية، والحزم، في النظر للحياة، كسلسلة من الالتزامات تجاه الوطن والفن والحياة. 
- هكذا صار ناصر القصبي شخصية شعبية ذات نفوذ جماهيري عربي فني وسياسي لافت للنظر، ونموذجا للمبدع الكادح الذي لا يكلّ، ولا ينام على إنجازاته السابقة، ومتابعا للشأن العام العربي. 
 - وما ناصر القصبي إلا مسيرة زاخرة بالعطاء المتواصل غير المنقطع. 
- وكذلك بمواقفه الوطنية والقومية والإنسانية المشرفة. 
- وإذا تقدمت أعماله للمتفرج في ثوب هزلي ضاحك ساخر ومرير، فإنها، في الجوهر، تأكيد على مقولة الشاعر الفرنسي جان كوكتو، الذي قال: «إن الإنسان الذي لا يضحك، هو… شخص غير جدّي).
 
10- ملامح الشخصية
- بين المجتمع والجامعة والبيت والمسرح والتلفزيون توزّعت شخصية ناصر القصبي الاجتماعية بالانفتاح على الآخر، وبالجدّيّة في الشغل والرغبة في الإتقان، مع ميله الفطري والنفسي إلى السخرية. 
- لقد عرف ناصر أن المرح والمزاح من الأمور الجادة في الحياة، كما في المسرح!
- وبعد، ومما لا شك فيه أن شوط الفلاحة والمسرح الذي لعبه ناصر القصبي قد انتهى بخسارة مهندس فلاحي، ولكن… 
- ربح المسرح ممثلا فاعلا، قادرا على توصيل ما يريده إلى المجتمع. 
- وتحوّل ناصر الفلاح إلى ناصر المسراح... والممراح.
 

font change