التفاصيل الكاملة لأعمال الشغب الإيراني في الأماكن المقدسة

مكة المكرمة:

عينة أخرى من الأسلحة الحادة الإيرانية التي قتلت مئات الحجاج الأبرياء، ويرى بينها شريط تسجيل استخدمه الإيرانيون للتحريض وإثارة الحجاج

التفاصيل الكاملة لأعمال الشغب الإيراني في الأماكن المقدسة

الرياض: أثار ما حدث في مكة المكرمة من جانب فئة من الحجاج الإيرانيين من أعمال تظاهر وعنف تسبب في وفاة عدد من الأشخاص استياء واستنكار زعماء العالم الإسلامي وشعوبه، كما أثار أيضا استنكار مئات الآلاف من الحجاج المسلمين الذين وفدوا من مختلف أنحاء العالم إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وقد عبر هؤلاء الحجاج عن هذا الاستنكار في برقيات بعث بها رؤساء بعثات الحجيج إلى خادم الحرمين الشريفين.
وتأتي حالة الاستنكار هذه كرد فعل منطقي للأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة المقدسة مكة المكرمة يوم الجمعة الماضي عندما قام مجموعة من الحجاج الإيرانيين بالتظاهر والاصطدام برجال الأمن والمواطنين السعوديين عندما حاول هؤلاء التدخل سلميا لفض هذه المسيرة التي أغلقت منافذ وطرقات المدينة وعرقلت الحركة فيها وحالت دون أداء الحجاج المسلمين لمناسكهم والوصول إلى الحرم الشريف.
ويذكر أن من ثوابت السياسة السعودية منذ توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبد العزيز توفير كل وسائل الراحة لضيوف الرحمن، وإبعاد موسم الحج عن أية ممارسات سياسية يمكن أن تعكر صفو هذه المناسبة الدينية الجليلة. ولذلك منعت وزارة الداخلية السعودية جميع المظاهرات والمسيرات التي يمكن أن يقوم بها الحجاج أو بعضهم، كما منعت أيضا استغلال موسم الحج لتوزيع الكتب أو المنشورات السياسية وغير السياسية، وشددت على ذلك. وقد حاول بعض الحجاج الإيرانيين في الأعوام الأخيرة القيام بأعمال تظاهر في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولكن هذه المظاهرات كانت تنتهي بسلام بفعل حرص قوات الأمن السعودية على تجنب أي تصادم مع هؤلاء المتظاهرين، وتفريقهم بالحسنى. وكان من الطبيعي أن تجدد وزارة الداخلية السعودية في بيانات أصدرتها قبل وبعد أعمال التظاهر الأخيرة في مكة منعها التجمعات والمظاهرات والمسيرات، وخصت بذلك جميع الحجاج الإيرانيين وأكدت أنها لن تتسامح إطلاقا مع من يتجاوزون حدود الله في حرمه الآمن، وفي أشهره الحرم. وقالت الوزارة في بيانها الأخير الذي صدر يوم السبت الماضي في هذا الشأن أنها تطالب الجميع بأن يتفرغوا لأداء فريضة الحج وعبادة الله، ملتزمين بالآداب الإسلامية والسلوك الذي أمرنا الله باتباعه حرصا على أرواحهم وسلامتهم ورغبة في تمكينهم من إتمام نسكهم على الوجه المطلوب. وجاء هذا الإجراء بعد يوم من قيام مجموعة من الحجاج الإيرانيين بمسيرات صاخبة بعد صلاة العصر من يوم الجمعة السادس من ذي الحجة يوليو (تموز) الأمر الذي أدى إلى عرقلة حركة المرور وتوقف السير فجأة وإقدام بعض الإيرانيين على إحراق عدد من السيارات وإصابة العديد بجروح.

 

رغم المناسبة الدينية. لم يحترم الإيرانيون المشاعر المقدسة من خلال المظاهرات السياسية والمميزة بالعنف


 
تفاصيل الأحداث
 
بدأت الأحداث عصر يوم الجمعة الماضي عندما قامت تجمعات من الحجاج الإيرانيين بتشكيل مسيرة صاخبة أشاعت الفوضى والاضطراب بين حجاج بيت الله الذين أتوا من مختلف أنحاء العالم الإسلامي وغير الإسلامي ويقدر عددهم بنحو 2.1 مليون حاج.
وأوصدت المسيرة منافذ الطرقات وعرقلت مسالك المرور وحالت دون تمكن المواطنين والحجاج في مكة المكرمة من الانطلاق إلى مصالحهم وشؤونهم كما أفسدت على الطائفين والقائمين عبادتهم في المسجد الحرام.
وقد كان من الطبيعي أن يتدخل المواطنون الذين توقفت مصالحهم والحجاج الذين تعرقلت مقاصدهم في العبادة وأداء المناسك لوقف هذه الأعمال بعد أن تعرقلت الحركة وضاقت الصدور، وجاء هذا التدخل عن طريق التفاهم السلمي مع مقدمة المسيرة، وألحوا عليهم في رجائهم بإفساح الطريق أمام النساء والأطفال المحتجزين في سياراتهم إلا أن الإيرانيين أصروا على مواصلة المسيرة وسط هتافات. وتوجه المتظاهرون إلى بيت الله الحرام وأخذوا يدفعون المواطنين بالقوة والعنف إذ حاولوا مع إخوانهم الحجاج الآخرين الحيلولة دون استمرار المسيرة.
قوات الأمن السعودية التي كانت تراقب الموقف وتتحلى بضبط النفس وتقف على جانبي طريق المسيرة حاولت منع المواطنين وبقية الحجاج من الاصطدام بالإيرانيين المتظاهرين حرصا على سلامتهم ودرءا للشرور، فما كان من المتظاهرين إلا أن هاجموا رجال الأمن بالعصي والمدى والحجارة واعتدوا عليهم، وعندها صدرت الأوامر لسلطات الأمن المختصة بالتصدي للمسيرة فورا ورفضها وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.
 
محاولة إيرانية فاشلة لاقتحام الحرم الشريف
 
على أثر ذلك وقعت حالة من الارتباك في صفوف المتظاهرين الذين تراجعوا في اندفاع فوضوي إلى الخلف حيث تساقط العشرات من النساء اللواتي كن وسط المسيرة تحت أقدام المتظاهرين، كما تساقط العشرات من الرجال الطاعنين في السن الذين زج بهم قسرا في هذه الأعمال الإجرامية. وما هي إلا لحظات حتى اختلط رجال الأمن والمواطنون بالمتظاهرين الذين أخذوا في حرق السيارات والدراجات وتحطيم عربات الأمن والمواطنين ومحاولة تحطيم بعض البنايات وإشعال النار فيها لولا تدخل رجال الدفاع المدني الذين حالوا دون ذلك، وتمكنت قوات الأمن من تطويق الحادث وفض المتظاهرين وفتح الطرقات أمام حجاج بيت الله والمواطنين.
وقد كذبت بيانات وزارة الداخلية السعودية الادعاءات الإيرانية بإطلاق قوات الأمن السعودية الرصاص على المتظاهرين، وأثبتت هذه البيانات بالوثائق والصور والأفلام أن أحدا من قوات الأمن أو المواطنين لم يطلق طلقة واحدة على أي حاج إيراني، بل ثبت فعلا أن عددا من رجال الأمن والمواطنين قد أصيبوا بطعنات في أمعائهم وصدورهم بواسطة سكاكين كان يخبؤها الإيرانيون تحت ملابسهم، الأمر الذي يوحي بأن هؤلاء كانوا مستعدين مسبقا لمثل هذه الأعمال، والاصطدام برجال الأمن والمواطنين.
ولاحظ المراقبون أن وزارة الداخلية السعودية بادرت فورا بإعلان التفاصيل الكاملة عن الأحداث، وأذاعت أرقام الخسائر البشرية سواء من الجانب الإيراني أو الجانب السعودي بفعل أعمال الشغب الغوغائية بموضوعية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين أثناء ترؤسه لاجتماع مجلس الوزراء الذي تابع تفاصيل الأحداث منذ بدايتها.
وجاء في بيان وزارة الداخلية أن عدد الوفيات نتيجة هذه الأحداث الغوغائية قد بلغ مع شديد الأسف 402 من الأشخاص كانوا على النحو التالي: 85 شخصا من رجال الأمن والمواطنين السعوديين و42 شخصا من بقية الحجاج الآخرين الذين تصدوا للمسيرة من مختلف الجنسيات و275 شخصا من الحجاج الإيرانيين المتظاهرين ومعظمهم من النساء. بينما بلغ عدد المصابين بإصابات مختلفة نحو 649 جريحا من بينهم 145 من السعوديين رجال أمن ومواطنين، و201 من حجاج بيت الله، و303 من الإيرانيين.
أما الخسائر المادية فكانت عبارة عن إحراق ثلاث سيارات وثلاث دراجات تابعة لرجال الأمن، وتحطيم عشرات السيارات من سيارات الأمن والمواطنين والحجاج.
 

دعوة مصرية وتجاوب إسلامي
 
تجاوبت عدة دول عربية وإسلامية مع دعوة مصر لعقد اجتماع طارئ لقادة الدول الإسلامية لبحث أعمال الشغب التي قامت بها عناصر إيرانية في مكة المكرمة.
وكان التلفزيون المصري قد قطع إرساله يوم الأحد الماضي وأذاع بيانا صادرا عن الرئيس حسني مبارك أدان فيه أعمال الشغب الإيرانية وطالب بعقد مؤتمر قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

 

عشرات الأطفال والعجائز داستهم أقدام المتظاهرين الإيرانيين


 

 السعودية ترفض استقبال لجنة تحقيق إيرانية وتطالب بالاعتذار رسميا
 
توثيق تلفزيوني


وقد شاهد جميع الحجاج العرب والمسلمين، وكذلك اطلع المواطنون والمقيمون في المملكة العربية السعودية ودول الخليج على تفاصيل أحداث الشغب والغوغاء في مكة المكرمة التي وقعت يوم الجمعة الماضي عبر فيلم وثائقي عرضه تلفزيون المملكة العربية السعودية تناول الممارسات التخريبية التي ارتكبها بعض الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة. وقد كشف الفيلم المصور بالصوت والصورة واستمر عرضه نحو 15 دقيقة المشتركين في المسيرة الغوغائية من الحجاج الإيرانيين وهم يعتدون على الحجاج والمواطنين ورجال الأمن ويشعلون النار في الدراجات النارية ثم يضعونها تحت السيارات لتشتعل هي الأخرى، ويبين الفيلم كيف أن المسيرة الإيرانية الصاخبة نشرت الفوضى والذعر والاضطراب بين وفود الرحمن، وعرقلت الحركة المرورية بفعل إيصالها إلى المنافذ والطرقات وإحالتها دون تمكين الحجاج والمواطنين من الاستمرار في قضاء مصالحهم وشؤونهم. وكشف الفيلم المصور عن أن أيا من قوات الأمن أو المواطنين لم تصدر منهم طلقة واحدة تجاه أي حاج إيراني.
وامتدت عمليات الشغب الإيرانية من مكة المكرمة إلى السفارتين السعودية والكويتية في طهران حيث قامت عناصر شغب إيرانية باقتحام السفارتين وخطف دبلوماسيين سعوديين وإحراق وثائق وأثاث في السفارتين. وقد شجب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية ما تعرضت له السفارة السعودية في طهران من مداهمة وتخريب ووحشية من قبل عناصر إيرانية مخربة وما نتج عن هذا من اعتداء آثم لا مبرر له إطلاقا على ممتلكات السفارة وأفرادها وما ترتب على ذلك من أضرار بالغة. واستنكر المصدر بشكل خاص موقف السلطات الإيرانية التي حصل الحادث أمام مرأى ومسمع منها دون محاولة من قبلها لمنع المخربين من تنفيذ اعتدائهم. وأشار المصدر إلى أن «حكومة المملكة العربية السعودية تعتبر أن ما حدث مخالف لكل الأعراف والمواثيق ويتنافى تماما مع الخلق الإسلامي والأعراف الدبلوماسية وتطالب السلطات الإيرانية بالتدخل فورا لإعادة موظفي السفارة الأربعة المعتدى عليهم بوحشية والمحتجزين منهم والمختطفين من قبل السلطات المختصة في طهران لكي يعودوا في الحال».
وكانت السفارة السعودية في طهران قد تعرضت يوم السبت الماضي إلى الاقتحام ثلاث مرات من قبل عناصر إيرانية. واعترفت وكالة الأنباء الإيرانية أن قوات الأمن الإيرانية تركت المقتحمين يتجهون نحو السفارة، وأكدت الوكالة أن المقتحمين ألحقوا بالسفارة السعودية في طهران خسائر كبيرة وأضرموا النار في أثاثها وثلاث من سياراتها.
ورفضت الحكومة السعودية رفضا باتا استقبال وفد تحقيق إيراني في أحداث الشغب الإيرانية الأخيرة في مكة المكرمة. وقال بيان صادر عن مصدر سعودي مسؤول إن المملكة العربية السعودية رحبت بطلب الحكومة الإيرانية إرسال وفد رفيع المستوى لزيارة المملكة ولكن بوصول الوفد اتضحت رغبته في التحقيق الأمر الذي له مساس بأمن المملكة وسيادتها، وذلك في الوقت الذي كان الأمل أن يكون الغرض من هذه الزيارة الاعتذار عما بدر من بعض الحجاج الإيرانيين أثناء مظاهرة يوم الجمعة الماضي، وما تعرضت له السفارة السعودية في طهران. وذكر المصدر أن المسؤولين أوضحوا لأعضاء الوفد الإيراني أن وجود رئيس بعثة الحج والسفارة الإيرانية كفيل بأن يمكنهم من الاطلاع على كل ما يرغبون في معرفته من أمور مرتبطة بما حدث، وقال المصدر السعودي إن الوفد الإيراني لم يقبل ما عرض عليه وانتهى الأمر بعودة الوفد إلى بلاده.

 

القنصل السعودي رضا النزهة تعرض للضرب وكاد يفقد بصره


 
روايات شهود عيان
 
ووصف شهود العيان بدايات تطور الأحداث بقولهم إن حالة من الهدوء كانت تعم المدينة المقدسة صباح يوم الجمعة الماضي، وكانت أفواج ضيوف الرحمن تتجه نحو الكعبة المشرفة للطواف حولها بملابس الإحرام البيضاء أو للسعي بين الصفا والمروة. وبعد لحظات انقلب الهدوء إلى فوضى تصيب كل من يحاول الاقتراب من الحجاج الإيرانيين لإقناعهم بالعدول عن موقفهم. وكانت ردود فعل هؤلاء الحجاج غاضبة تجاه كل من يحاول أن يقنعهم بالحسنى بالابتعاد عن الشغب والكف عن استغلال موسم الحج في أمور سياسية.
وقال هؤلاء الشهود إن المسيرة الإيرانية كانت تهدف إلى الدخول إلى الحرم الشريف واحتلاله، ولكن المواطنين وقوات الأمن والحجاج منعوها من ذلك بسبب حرصهم على الحفاظ على الحرم وإحباط أية محاولة لتخريب موسم الحج.
وأشار أحد الحجاج اليمنيين إلى أن المسيرة الإيرانية لم تكن سلمية لأن المتظاهرين الإيرانيين تسلحوا بالسكاكين والعصي، وهاجموا رجال الأمن والمواطنين والحجاج الآمنين الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من الأبرياء.
وأثارت أعمال الشغب والتخريب الإيرانية حالة من الاستنكار والشجب في العواصم العربية والإسلامية، وأكدت برقيات واتصالات الزعماء العرب والمسلمين التي أجروها مع خادم الحرمين الشريفين على إدانتهم لمثل هذه الأعمال التي لا تمت إلى الدين الإسلامي بصلة، ولا تعكس أخلاق وقيم الإسلام، كما بعث رؤساء بعثات الحجاج في مكة ببرقيات مماثلة إلى العاهل السعودي.
ويذكر أن القرآن الكريم نص صراحة على عدم جواز تسييس موسم الحج أو استغلاله في أمور خارجة عن الدين وأداء المناسك ونصت الآية الكريمة صراحة «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج» ولم يعرف تاريخ الإسلام بمختلف مذاهبه أن خرجت فئة من المسلمين عما حدده القرآن الكريم والسنة الشريفة من آداب الحج.

 

 مجموعة من الأسلحة التي استخدمتها الميليشيات الإيرانية التي افتعلت أحداث مكة



عمليات شغب متواصلة منذ سبع سنوات
 
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الحجاج الإيرانيون استغلال موسم الحج لترويج دعايات وأهداف ذات أغراض سياسية، والإقدام على أعمال تظاهر وشغب في الأماكن المقدسة. فقد شهدت السنوات السبع الماضية العديد من المحاولات المماثلة وقد واجهتها السلطات السعودية بسعة صدر وضبط نفس حرصا منها على راحة ضيوف الرحمن وفيما يلي رصد لأهم محاولات إثارة الشغب الإيرانية في الأعوام السابقة:
 
في 21 ذي القعدة 1402 هـ
قال بيان صادر عن وزارة الداخلية السعودية إن مجموعة من الحجاج الإيرانيين تظاهروا أمام المسجد النبوي الشريف ورددوا هتافات بعد صلاة عصر يوم 20/11/1402. وأضاف البيان أن المتظاهرين رفعوا صور الخميني، وتدخلت قوات الأمن ومنعت المسيرة. وفي الأيام التالية جرت محاولات أخرى للتظاهر بالمدينة فرقتها القوات الأمنية السعودية بالحسنى.
في 7 شوال 1403 هـ
دحض الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي مزاعم إيرانية حول عدم استجابة المملكة للطلبات الإيرانية المتعلقة باتخاذ إجراءات لضمان راحة الحجاج الإيرانيين وأن هذا الموقف معناه إلغاء سفر الحجاج الإيرانيين، وأكد أن المملكة تضع كل إمكانياتها من أجل راحة الحجاج. وقال البيان إن مسالك بعض الحجاج الإيرانيين قد بدأت تنحرف عن الغاية الأساسية لأداء فريضة الحج إلى أهداف سياسية خاصة ودعائية غوغائية تتعارض مع التعاليم الإسلامية بشأن فريضة الحج، فقد وجد مع بعض الحجاج الإيرانيين أسلحة يدوية وسكاكين مع كميات من المنشورات والبيانات الدعائية للإمام الخميني وفيها مضامين التهجم الصريح على المسؤولين في المملكة. وكذلك قيام بعض هؤلاء بالتظاهر وإطلاق الهتافات بكلمات تتنافى مع كلمات التوحيد مثل «الله أكبر – خميني إمام – الله أكبر»، ومحاولة دخول المسجد الحرام ببعض الأسلحة النارية الصغيرة وقد ضبطت سلطات الأمن هذه الأسلحة عشرات المرات.
* 24 ذو القعدة 1403 هـ
عثر مع 21 إيرانيا على منشورات دعائية وصور وشعارات وتبين أن قدومهم لم يكن بغرض الحج وقال بيان لوزارة الداخلية إنه تم اعتقال هؤلاء الأشخاص وصودر ما في حوزتهم من منشورات وصور تمهيدا لإعادتهم إلى بلادهم.
في 3 ذي الحجة 1406 هـ
تم إيقاف مجموعة من الحجاج الإيرانيين كانت تحمل منشورات وكتبا وصورا دعائية، كما قامت بأعمال تظاهر، وتم التحقيق مع هذه المجموعة ومصادرة ما تحمله من كتب وشعارات ومنشورات وصور.
 

 


السعودية:جهود مستمرة لتسهيل مهمة ضيوف الرحمن
 
حرصت القيادة السعودية طوال السنوات الماضية ومنذ عهد المغفور له الملك عبد العزيز على عمل كل ما من شأنه توفير الراحة والاطمئنان لضيوف الرحمن وتسهيل أدائهم لمناسكهم، وبما يؤدي في النهاية إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والزوار والمعتمرين. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف السامية أقدمت الحكومة السعودية على تنفيذ العديد من المشاريع الإعمارية في مكة المكرمة والمدينة المنورة يمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
1- في عام 1375 هـ صدر مرسوم ملكي يقضي بالشروع في توسعة المسجد الحرام، وكان من الأهداف الرئيسية لهذه التوسعة زيادة رقعة المسجد الحرام وتوسعة صحن المطاف حول الكعبة وتحسين المسعى ودمجه داخل مباني الحرم بجانب تحسين الخدمات الداخلية لتوفير المياه والإضاءة والفرش وتسهيل طرق المواصلات حوله.. وقد بدأ العمل في هذه التوسعة في السابع من شهر صفر 1375 على أربع مراحل بدأت الأولى في عام 1375 وانتهت المرحلة الرابعة في عام 1396. وقد بلغت التكاليف الإجمالية لمشروع توسعة المسجد الحرام مليار ريال سعودي. وبعد التوسعة التي شارك فيها أكثر من 55 ألف فني وعامل، أصبحت مساحة الحرم المكي الشريف 141 ألف متر مربع، وأصبح يتسع لمائتين وخمسين ألف مصل، كما أصبحت المساحة المسقوفة فيه 131 ألفا و300 متر مربع.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز شهد المسجد الحرام مجموعة من المشروعات والأعمال التي تهدف إلى توفير سبل الراحة والسكينة للحجاج والمعتمرين ففي 8 رمضان من عام 1406 بدأ استخدام التوسعة الجديدة التي أمر بها الملك فهد والمتمثلة في تسوية سطح الحرم المكي وتهيئته لأداء الصلاة بهدف تخفيف الازدحام داخل الحرم واستيعاب قرابة مائة ألف مصل إلى جانب المائتين وخمسين ألف مصل الذين يستوعبهم الحرم أساسا، وقد أضاف ذلك المشروع 42 ألف متر مربع إلى مساحة المسجد، وقد بلغت تكلفته 300 مليون ريال سعودي، كما أنفقت الحكومة مبلغ 80 مليون ريال لتوفير مياه زمزم المبردة للحجاج والمعتمرين. كما أقامت حكومة المملكة ستة جسور لتسهيل حركة السير داخل الحرم بلغت تكاليف إقامتها 11 مليون ريال، كما ترصد الحكومة السعودية مبلغ 24 مليون ريال سنويا لأعمال الصيانة والنظافة.
 
 
 
تحقيق مصور عن المحاولة الإيرانية الفاشلة
أمام بيت الله الحرام: فتنة السادس من ذي الحجة التي هزت العالم الإسلامي

 
جدة: الفتنة التي قادها بعض الحجاج الإيرانيين في اليوم السادس من ذي الحجة في الساحة الرئيسية. قبالة بيت الله الحرام ما تزال ردود فعلها الغاضبة تعم أرجاء العالم الإسلامي، وهي الفتنة التي لم يجرؤ على القيام بها أحد من المسلمين أو غيرهم في أي موسم حج منذ بزوغ الإسلام وحتى يوم الجمعة قبل الماضي.
أحداث ذلك اليوم كما رواها شهود العيان من آلاف الحجاج وسجلتها عدسات التصوير أظهرت حقائق تؤكد ما أعلنته السعودية منذ وقوع الفتنة عن المجزرة التي قادها بعض الإيرانيين. والصور تبين للقارئ الحقائق التالية:
آلاف من الإيرانيين كانوا ينتمون لما يسمى الحرس الثوري الإيراني تميزهم ملابسهم وربطاتهم الحمراء خلافا لما ظهر به بقية حجاج بيت الله الحرام الذين وفدوا من أنحاء العالم.
آلاف الصور الضخمة للزعماء الإيرانيين، ومئات اليافطات واللوحات التي حملوها للدعاية للحكم الإيراني في الوقت الذي احتشد في مكة المكرمة أكثر من مليوني حاج يحملون معهم فقط ملابس الإحرام كما أمر بذلك الإسلام.
قام الإيرانيون بالتظاهر رغم النداء السعودي بإخلاص الحج لله تعالى ومنع التظاهرات السياسية في هذه المناسبة الدينية.
وقاموا أيضا بجلب النساء والأطفال ووضعهم في وسط آلاف الإيرانيين المنظمين وجعلهم عرضة للدهس.
الصور تبين أيضا كيف قام أفراد الحرس الإيراني بشد حبال طويلة على طرفي الطريق لمنع الحجاج من العبور.
وتبين الصور كيف قام الإيرانيون بتسلق الأعمدة والجدران ورفع الصور واليافطات والأصنام التي تمثل الخميني. وساروا بيافطات ضخمة تدعو لحمل السلاح في الوقت الذي يحرم فيه الإسلام حمل السلاح في هذه البقعة الطاهرة.
الإيرانيون أنفسهم، كما توضح ذلك الأفلام التلفزيونية، كانوا يحملون السكاكين بالإضافة إلى الخناجر المدببة التي ثبتت فوق الأعلام والهراوات التي حملوها معهم.
محاولتهم اقتحام بيت الله الحرام بالقوة ومعهم صورهم وخناجرهم، ثم تسلقهم المباني المحيطة ببيت الله الحرام ومحاولة إحراقه بعد إشعال النيران فيها وفي السيارات والدراجات الموجودة في الساحة العامة.
مبادرة الإيرانيين بالهجوم على كل من كان يقف في طريقهم من حجاج ورجال أمن وطعنهم بالسكاكين.
كان من الواضح أنها كانت أكبر من مجرد مظاهرة سياسية دعائية من خلال حمل السلاح واليافطات الضخمة وسد الطرقات واعتلاء المباني وإحراقها، بل والتدرب على التشويش على كاميرات التصوير التلفزيونية من خلال استعمال المرايا المعاكسة التي أحضروها معهم لمنع العالم من مشاهدة ما كانوا يفعلونه أمام بيت الله.
يوم الجمعة، الموافق السادس من ذي الحجة، هو يوم سيظل مذكورا في التاريخ بسبب المحاولة الدنيئة من قبل رجال الحكم الإيراني باقتحام بيت الله وانتهاك دماء وحرمات المسلمين.


 
 
بعد عزل النظام الإيراني عربيا وإسلاميا:
المعزول عالميا
 

إذا كانت أحداث الشغب والتخريب التي قامت بها مجموعة من الحجاج الإيرانيين في مدينة مكة المكرمة قبل ثلاثة أسابيع، قد ساهمت في تعميق عزلة النظام الإيراني، عربيا وإسلاميا، فإن التهديدات الإيرانية للملاحة الدولية في الخليج التي تمثلت في إقامة الصواريخ وزرع الألغام البحرية، عزلت الحكومة الإيرانية دوليا، خاصة أن الجانب الإيراني رفض تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي المطالب بوقف إطلاق النار في حرب الخليج، وإفساح المجال أمام تسوية سلمية لهذه الحرب التي لا تهدد منطقة الشرق الأوسط فقط، وإنما العالم بأسره. فمن الملاحظ أن مياه الخليج العربي أصبحت من أكثر مناطق العالم ازدحاما بالأساطيل وكاسحات الألغام، وبات هناك تصميم دولي على مواجهة الاستفزازات الإيرانية وإيجاد حل سلمي لحرب الخليج، ومعاقبة الجانب الرافض للقرارات الدولية.
وفي هذا الإطار اتصلت «المجلة» بالعديد من السياسيين الإيرانيين البارزين لرصد خلفيات التفكير الإيراني الحالي، والاتجاهات العالمية الرامية إلى عزل الحكومة الإيرانية الحالية، والأسباب الداخلية التي تدفع هذه الحكومة إلى فتح عدة جبهات مختلفة في آن واحد، وكان من بين المتحدثين إلى «المجلة» رئيس الجمهورية الإيراني الأسبق الحسن بني صدر وقائد القوات البحرية الإيرانية السابق الأدميرال أحمد مدني، وممثل منظمة «مجاهدين خلق» في لندن درويش زادة وممثل «مجاهدين» في أميركا علي صفوي.
ولأن البعض من المراقبين في الغرب يعتقدون أن هزيمة إيران يمكن أن تتم من داخل إيران، استعرضت «المجلة» كتابا على درجة بالغة من الأهمية، أعده الدكتور باري روبن الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز الأميركية الشهيرة حول صراع الأجنحة داخل النظام الإيراني، والصورة التي ستكون عليها إيران بعد الخميني، كما أجرى مندوب «المجلة» في واشنطن مقابلة مع مؤلف الكتاب.
وعلى الصعيد نفسه خصص البروفسور إدوارد سعيد مقاله الشهري عن فضيحة «إيران – جيت» وكتب عن الأمور التي لم تسمعها لجنة التحقيق في هذه الفضيحة. كما تنشر «المجلة» تحقيقا مفصلا عن تحركات الأساطيل الغربية في مياه الخليج الدولية وقدرة هذه الأساطيل على مواجهة الألغام والصواريخ الإيرانية. واستكمالا للموضوع نفسه تنشر «المجلة» تحقيقا عن مكاتب شراء الأسلحة الإيرانية في الخارج وأسباب إقدام دول مثل بريطانيا على إغلاق هذه المكاتب في الأيام الأخيرة وما إذا كان ذلك مرتبطا بالتفكير الدولي الراهن في فرض حظر أسلحة على طهران. وفيما يلي حصيلة هذه التحقيقات.


 
 
أربعة سياسيين إيرانيين يتحدثون إلى «المجلة»:
أبو الحسن بني صدرموقف السعودية الحاسم فاجأ الخميني..وإيران تواجه خطر دكتاتورية رفسنجاني

 
الأدميرال أحمد مدنيأحداث مكة ضرب من الجنون..و95 في المائة من الإيرانيين ضد إرادة حكامهم
 
نشطت المعارضة الإيرانية، في الداخل والخارج خلال الأسابيع الماضية، في تحديد وجهة نظرها من التطورات الحاصلة في منطقة الخليج. كذلك نشطت في تحديد موقفها من الأحداث الأخيرة في مكة المكرمة التي ذهب ضحيتها 403 من القتلى، منهم 275 قتيلا إيرانيا و85 قتيلا سعوديا و43 قتيلا من مختلف الجنسيات، إضافة إلى 649 جريحا، بعد قيام مجموعة من الحجاج الإيرانيين بأعمال تظاهر وشغب في الأماكن المقدسة وبتخطيط مسبق مع القيادة الإيرانية.
كيف يبدو موقف المعارضة الإيرانية اليوم من النظام الحاكم في إيران؟ ما هو موقفها من أحداث مكة؟ هل ما حدث في مكة المكرمة حالة خاصة خطط لها نظام الخميني ونفذها أتباعه؟ هل شاركت المعارضة، أو من يمثلها، في هذه الأحداث كما جاء على لسان بعض المسؤولين الإيرانيين من أن بعض الحجاج من «مجاهدين خلق» اشتركوا في أعمال الشغب والتظاهر في أيام الحج؟ كيف ترى المعارضة وضع إيران المشرذمة بين مشاكلها الداخلية والخارجية؟ وما هو رأي هذه المعارضة في الوجود الأميركي – البريطاني – الفرنسي – الروسي في الخليج لحماية الملاحة الدولية؟ وما هو موقف المعارضة الإيرانية من الرغبة في إنهاء الحرب وإعلان السلام؟
إذا كانت أصوات المعارضة الإيرانية كثيرة (سياسية واجتماعية ودينية) ومتعددة الانتشار (بعضها منفي في باريس ولندن وألمانيا وبغداد، وبعضها متداخل بالنظام الإيراني يوجه إليه ضربات حادة من الداخل) فقد اختارت «المجلة» 3 أصوات يمكن من خلالها تكوين وجهة نظر شبه متكاملة عن رأي المعارضة الإيرانية في ما هو حاصل هذه الأيام. فالأدميرال أحمد مدني قائد البحرية الإيرانية السابق، المنفي بين العواصم الأوروبية والمعارض لنظام الخميني، يعتبر مصدر معلومات هامة، فيما يتعلق بحرب الأساطيل البحرية في الخليج. فهو شغل حتى فترة قصيرة قبل هربه من إيران منصب قائد البحرية الإيرانية وذلك عندما كانت تلك البحرية تعتبر من بين أهم وأقوى الأساطيل في المنطقة. وقد تحدث إلى «المجلة» مبديا رأيه بصراحة.
أما أبو الحسن بني صدر الرئيس السابق لإيران وأول رئيس جمهورية منتخب من قبل الشعب الإيراني، فهو أيضا يعتبر من أسس المعارضة الإيرانية في الخارج وإن كان صوته قد خف بعد اختلافه مع زعيم حركة «مجاهدين خلق» مسعود رجوي المقيم حاليا في بغداد. أما الصوت الثالث فهو لدرويش زادة المتحدث باسم حركة «مجاهدين خلق» في لندن، وهي الحركة المعارضة الإيرانية الوحيدة التي تمارس معارضتها في الداخل والخارج، على مستوى شعبي وعسكري، وتطرح نفسها عبر مجلس وطني بديلا عن نظام الخميني.
 
بني صدر
يملك الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر حسب قوله معلومات دقيقة عما حدث في مكة، وعن الأهداف الإيرانية التي سعى إلى تحقيقها المتظاهرون. وعن رأيه فيما حدث قال بني صدر في تصريح خاص بـ«المجلة» إن الخطة الإيرانية كانت جزءا من استراتيجية الحرب الدائرة في منطقة الخليج، وإن ما نفذ في مكة اندرج تحت اسم «خطة الشهيد» وإن المسؤول عن تنفيذها كان الغفاري وهو نائب في البرلمان الإيراني. والهدف من هذه الخطة – كما قال بني صدر – كان الآتي: التظاهر والاحتجاج مع الأخذ في الاعتبار المزعوم أن السلطات المعنية لن تقاوم هذه التظاهرة وستتسامح كما فعلت في السنين السابقة، وكما فعلت في التظاهرة التي حصلت في المدينة المنورة، وفي هذه الحالة ستخرج إيران من هذه التظاهرة «منتصرة» خاصة وأنها توهمت أنها ستثبت لمليوني حاج أنها «صاحبة الكلمة الحق» في مكة. ويضيف أبو الحسن بني صدر محللا الموقف قائلا: «لعل السعودية كانت على علم بما كان سيحدث لأن لها تجارب سابقة في السنين الماضية، وكانت خطتها المفاجئة للإيرانيين ما حدث من رد فعل حاسم بات معروفا لدى الجميع». كذلك توقع بني صدر تسديد ضربة أميركية خاطفة إلى إيران، في حال إصرارها على تصعيد الموقف في المنطقة.
وكيف تضرب أميركا نظاما ساندته بالسلاح والعتاد؟
الولايات المتحدة الأميركية لا تساند النظام الإيراني، إنما تساند اتجاها في نظام الخميني، وهو الاتجاه الذي يتزعمه رفسنجاني، المسؤول عن فضيحة «إيران – جيت» الأميركية والبريطانية والفرنسية. إن الخميني اليوم يواجه أزمات داخلية وخارجية كبيرة، وهو في حالة ضعف شديد. ويحاول الخروج من أزمته بافتعال أزمات خارجية تحول نظر الشعب الإيراني عما هو حاصل في الداخل. والخميني اليوم أمام حلين: العودة إلى «ربيع طهران» وهذا يعني العودة إلى الديمقراطية ونهاية النظام الإيراني الحالي، أو تسليم الأمر إلى رفسنجاني، وهذا الحل لا يمكن أن يتم إلا عبر أزمات، بسبب تكاثر الخصومات الداخلية وتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية.
كيف تنظر إلى وجود الأساطيل الأجنبية في الخليج؟ وهل يمكن أن يأتي السلام بعد التصعيد؟
أولا هذا الوجود المشار إليه ليس بريئا. إنها الفصول الأخيرة من مسلسل «إيران – جيت». إن الأميركيين يحاولون الآن إعادة كسب اللعبة، وخطتهم ترتكز على نقطتين هامتين: الأولى التحكم بالتطورات السياسية الداخلية في إيران، والثانية أن يظهروا للعالم أنهم سيدافعون عن الدول الواقعة في إطار الحرب. ولو كان الأميركيون يريدون السلام في هذه المنطقة لحققوه.
يقول الأميركيون إن رغبتهم في إحلال السلام حقيقية وإنهم ممتنعون عن تزويد إيران بالسلاح؟
هذا هراء. فأميركا ما زالت تبيع السلاح إلى إيران، وإلى اليوم ما زالت على اتصال برفسنجاني، وما زالت تبرم معه صفقات. ولدي ما يثبت ذلك. وما تصنعه أميركا في إيران ليس بيع سلاح. إنه سياسة، وهي لا تبيع سلاحها إلى إيران إنما تبيعه لرفسنجاني.
كيف تنظر إلى الأوضاع الداخلية في إيران؟
إن الأوضاع الداخلية متردية للغاية. لقد خسرت إيران حروبا كثيرة. فهي خسرت الحرب الاقتصادية وزاد الفقر والتضخم بشكل كبير. كذلك خسرت الحرب النفطية، وهو مصدر الرزق الوحيد. كما خسرت الحرب الاجتماعية. والنظام اليوم مصاب بضعف مطلق وغارق في الحرب الخارجية التي تتضخم يوما بعد يوم ويغذيها ولا يستطيع أن يوقفها حتى لا ينتهي فعليا. إنها رداء التمويه. والمؤشر السائد حاليا، حتى داخل النظام، يدعو إلى العودة إلى حركة تصحيحية تعيد إلى طهران ربيعها. لكن يبدو أن الأمل ضئيل وأن الحل الوحيد المتبقي أمام الخميني هو تحويل النظام الإيراني الحالي إلى دكتاتورية يديرها رفسنجاني.
أي استبدال دكتاتورية بأخرى؟
لا. استبدال الفوضى في السلطة بدكتاتورية.
رغم آرائك المعلنة عن الخميني فإن بعض من يعرفك جيدا يرى أنك تحاول تحميل رفسنجاني مسؤولية كان من المفترض أن يتحملها الخميني كقائد حالي لإيران. ويبدو أنك ما زلت تنظر إليه كأب روحي رغم أخطائه. فما هو ردك؟
إن هذا الرجل يعيش في تناقض شديد. فمن جهة، أدرك أنه انتهى وخسر، ومن جهة أخرى تراه مستمرا في الخطأ.
هل ترى سلاما فيما الخميني في الحكم؟
لو كان وجد في السلام سببا لاستمراره في الحكم لأقدم عليه. ولكن أي محور للسلام لا بد أن يبدأ بسقوط حكمه.
 
أحمد مدني
يبدأ الأدميرال أحمد مدني حديثه مجيبا عن سؤال حول مدى قوة البحرية الإيرانية في هذه المرحلة، وهو الخبير في شؤون هذا الجهاز. يقول: «لا أرغب التفصيل في هذه النقطة الهامة والخاصة بالعمليات والأسرار العسكرية. فأنا ضد الحرب ولكنني لست ضد بلدي وأهلي. أما فيما يخص البحرية الإيرانية، فأتصور أنها ما زالت قوية وقادرة على خوض معارك. ولكن هذه القوة نسبية. فالبحرية الإيرانية خسرت الكثير، ولكن ما زال فيها رجال أكفاء وقادرون على العطاء. إنها ليست بالقوة السابقة نفسها ونستطيع أن نعتبرها قوية نسبيا.
وهل تستطيع هذه البحرية الصمود في مواجهة الأساطيل الغربية في الخليج والمحيط المجاور له؟
لا أتصور ذلك إذا كانت المواجهة مبنية على أسس وقواعد عسكرية صحيحة. ولكن من وجهة نظري، فإن هذه المواجهة يجب أن لا تتم، وإنني أرفض تماما فكرة وجود قوات وأساطيل غربية في منطقة الخليج، وأطالب بأن تكون صيانة وحفظ أمن الخليج في أيدي قوات هذه المنطقة وأهلها من عرب وإيرانيين.
ولكن هذا الخيار فرضه الخميني بسبب ضربه الناقلات ورفضه مشروع السلام؟
إن هذه الحرب لم تعد عراقية – إيرانية وتحولت إلى حرب بلا نهاية. ورغم خبرتي العسكرية، فأنا أتأمل في تفاصيل هذه الحرب وأصاب بحالة من الذهول. فكلما طالت مدتها تشعبت وصعب وضع حد لها. ولا أعتقد أن أحدا يعمل جديا لوقف هذه الحرب.
والدعوات الدولية لوقف هذه الحرب، ومساعي السلام، أين تضعها من كل ما يدور؟
لو كانت القوى الكبرى جادة في إنهاء هذه الحرب لأنهتها. وأتحدث بالتحديد عن الولايات المتحدة الأميركية والدول التي تغذي هذه الحرب بالسلاح. كيف يتكلمون عن السلام، وهم ما زالوا يبيعون السلاح للجانبين؟ لقد دفع العراق وإيران خلال سنوات الحرب لهذه الدول التي تدعي أنها ترغب في إحلال السلام الآن، نحو 200 مليار دولار ثمنا للسلاح وما زالا يدفعان.
ولكن الأميركيين أعلنوا أخيرا أنهم أوقفوا بيع السلاح وأنهم بالفعل جادون في إرساء أسس للسلام في منطقة الخليج. كما أعلنوا أن وجودهم هناك جزء من خطة تدفع عجلة السلام إلى الأمام؟
لدي شكوكي حول صحة هذا الكلام، ولا أصدقه. ما تفعله كل قوة أجنبية في الخليج اليوم، هو إذكاء هذه الحرب وزيادتها اشتعالا.
هل ترى نهاية لهذه الحرب؟
أولا، يجب أن نهتم بالاتفاق الأميركي – السوفياتي. ويجب أن نتساءل ما إذا اتفق السوفيات والأميركيون، فعلى ماذا تم الاتفاق؟ إذا تم الاتفاق الحقيقي وليس المعلن على إنهاء هذه الحرب، فهذا يعني أنها ستنتهي خلال أيام، وإلا فالحرب مستمرة. وفي الواقع، ما يحدث اليوم في الخليج ما هو إلا مباراة وعرض عضلات من قبل الأميركان والسوفيات والأوروبيين والصينيين. إنه صراع بين الشرق والغرب. ومع الأسف، فالأدوار مختلطة إلى درجة أنه بات من المستحيل أن نحدد من مع من ومن ضد من. من مع من ومن يحارب بسلاح من.
إذن، إنها بداية الحرب العالمية الثالثة؟
إنها الحرب العالمية الثالثة غير المعلنة.
هل ترى علاقة بين ما يجري في الخليج اليوم وما حدث في مكة من شغب أثناء موسم الحج؟
ما حدث في مكة كان ضربا من الجنون. وهو كان فعلا حقدا لا يجوز أن يستولي على أي من المسلمين، خاصة في تلك الديار الطاهرة وفي تلك المناسبة. لقد تألمت جدا لما حدث وأستنكره بشدة.
من هو المسؤول في رأيك؟
أرى أن الذين افتعلوا التظاهرة دسوا من قبل الخميني، وهم الذين يتحملون المسؤولية الأولى. ما علاقة الآراء السياسية بحجاج بيت الله الحرام؟
كيف كنت تتوقع رد الفعل على تلك الأحداث؟
أعلم أن هدف المتظاهرين لم يكن التظاهر فقط، بل كانوا يهدفون إلى ضم عدد أكبر من الحجاج إليهم وعزل مكة والمدينة عن باقي الأراضي السعودية، ووضعها تحت نوع من الوصاية. وهذا ما أرفضه وأستنكره. فمكة والمدينة جزء لا يتجزأ من التراب السعودي.
هل تتوقع تطورات جديدة أو عنيفة في الخليج في المرحلة المقبلة؟
لا أتصور أن من مصلحة أي من الأطراف تصعيد العنف في المنطقة. ولكن ستبقى هنالك عمليات تصعيدية محدودة لإبقاء حالة اللاحرب واللاسلم مسيطرة. فنظام الخميني يواجه مشاكل كثيرة، في الداخل والخارج. وإذا ما أجري استفتاء عام في إيران اليوم لوجدنا أن 95 في المائة من الشعب الإيراني ترفض الحرب، و5 في المائة منه فقط – وهي الفئة الحاكمة – ترغب في استمرارها لأنها طريقها الوحيد للبقاء في السلطة.
والزعم القائل إن مليون متظاهر مشوا في مسيرة مؤيدة للخميني وللنظام الإيراني منذ أسابيع مثلما ادعت إذاعة طهران؟
معظم الألمان كانوا ضد هتلر، ولكنهم كانوا مضطرين لاتباع تعاليمه وأوامره. لقد قلت سابقا ودعوت الأمم المتحدة والدول العظمى والعالم إلى سؤال الشعب الإيراني عما يريد. اسألوهم في استفتاء تشرف عليه هيئة الأمم المتحدة أو أي منظمة دولية وسترون أن الجواب سيكون السلام. وليس صحيحا أن الإيرانيين يكرهون العرب، كما ليس صحيحا أن رغبتهم الأولى والأخيرة هي القتل والتدمير. نحن والعرب إخوة ونريد أن نحافظ على هذه الأخوة، فلا تحملونا وزر المتطرفين.


 
«مجاهدين خلق» ينفون
ترددت في الأسبوع الماضي على لسان بعض المسؤولين الإيرانيين أقوال عن مشاركة بعض الحجاج في منظمة «مجاهدين خلق» في أحداث مكة. وقد استغرب زادة ممثل المنظمة في لندن مثل هذه المعلومات واستنكرها وقال لـ«المجلة»: «إن المجاهدين أولا وأخيرا يرفضون العنف بأي شكل من أشكاله». واستطرد قائلا: «كنا أول من حذر من خطط النظام الإيراني، وأول من حذر مما سيحدث بعد أن وصلتنا معلومات دقيقة من الداخل فيها تفاصيل عن تحركات النظام الإيراني. هذه المعلومات عن مشاركتنا لا صحة لها ولا تنسجم مع سياستنا ولم نرسل إلى مكة حاجا واحدا من المنظمة».
هل هنالك بالفعل تعاون أو تبادل معلومات بينكما؟
لا أعتقد أن هنالك علاقة بين الجهازين. ونحن استنكرنا ونرفض ما حدث في مكة ونحمّل النظام الإيراني مسؤولية ما حدث.
كيف ترون الأوضاع الداخلية في إيران اليوم؟
ما قلناه للعالم ونردده باستمرار أن نظام الخميني مجابه بشكل يومي بالمقاومة الشعبية الداخلية. وبأزمة اقتصادية واجتماعية حادة. لذلك فهو بحاجة إلى غطاء ولا يملك حلولا للأزمات التي يعاني منها. و«الحل – الأزمة» الذي يملكه هو الحرب. ونظام الخميني يعيش ويزدهر في الحرب والأزمات الخارجية، لذلك فإنه لن ينهي هذه الحرب، لأن نهايتها تعني سقوطه.
ولكن يبدو أن هنالك مساعي جادة لإنهاء الحرب على الأقل من قبل القوى العظمى؟
لو أرادت القوى العظمى في العالم التي تملك بيدها قرار الحرب والسلم أن تنهي فعلا الحرب لفعلت، ولشلت نظام الخميني بفرضها حظرا على بيع السلاح، وحظرا اقتصاديا، ولتوقفت عن شراء البترول الإيراني وهو عصب هذه الحرب وعصب استمرار النظام القائم في إيران.
ما هو موقفكم من وجود الأساطيل الحربية الأميركية وغيرها في الخليج؟ وكيف ترون ذلك؟
القضية التي لا بد من حسمها هي حماية حرية الملاحة في الخليج. إن النفط الخليجي مهدد، بدءا من النفط الكويتي وصولا إلى دول أخرى. ومخطط الخميني معروف: التوسع عبر الحدود العراقية في ثلاثة اتجاهات، وقد حصلنا على خريطة من «حراس الثورة» تبرز بوضوح الأهداف الثلاثة التي يسعى إليها النظام الإيراني. فالخميني لم يعد يكتفي بالمطالبة باحتلال النجف وكربلاء إنما يريد التوسع نحو الكويت وسوريا ليصل حسب مزاعمه إلى تحرير القدس. نحن نرى أن أي تدخل أو أي حركة تظهر للعالم ضلال الخميني هي من مصلحتنا. نحن حاربنا العراقيين من سنة 1980 إلى 1982 لأنهم دخلوا أراضينا. ولكن بعد انسحابهم لم يعد هنالك مبرر للحرب، ولم تعد الحرب تعتبر هدفا قوميا ووطنيا، بل أصبحت هدفا توسعيا نرفضه ويرفضه الشعب الإيراني. لذلك نحن نسعى إلى السلام، فقد أصبحت عندنا القدرة على ضرب النظام الإيراني من الداخل. والحكومة المقبلة سنكونها بعد الإطاحة بالخميني.
وكيف تفسر ما يتردد عن اشتراك مليون شخص في التظاهر مع نظام الخميني من بضعة أسابيع؟
ما شوهد ونقل إلى العالم كان عن طريق الإعلام الإيراني الرسمي، وهو إعلام مشوه. ونحن لدينا معلومات دقيقة ومفصلة بأسماء الذين اشتركوا في هذه التظاهرة، ومعظمهم من «الباسدران» الذين ارتدوا ألبسة مدنية، أن المليون متظاهر الذين تحدثت عنهم طهران لا يتجاوز عددهم 12 ألف متظاهر ونستطيع أن نثبت ذلك. والخميني كان بحاجة إلى قضية يثيرها ليخفي فشله في «إيران – جيت» وفشله في حل الأزمة الداخلية. وهمه الأول من أحداث مكة كان لفت الأنظار. وما حدث في مكة المكرمة لا يمثل إلا الخميني ولا يمثل الشعب الإيراني ونحن نرفضه رفضا باتا.
كيف ستصلون إلى السلطة؟ وبأي دعم دولي؟
بعد 6 سنوات من الحرب والمعارضة استطاع الخميني إبادة معظم خصومه واحدا تلو الآخر. والمنظمة الوحيدة التي استمرت فعالة في الداخل والخارج هي «مجاهدين خلق» البديل العسكري والسياسي الوحيد. وهذه المنظمة لم يكن باستطاعتها الاستمرار لولا مساندة الشعب الإيراني الذي به سنصل إلى قلب نظام الحكم في إيران.
 
ممثل أميركا
علي صفوي ممثل منظمة «مجاهدين خلق» في الولايات المتحدة الأميركية يتفق في تحليله مع درويش زادة. فعندما سألته «المجلة» عن فحوى كتاب أميركي صدر مؤخرا بعنوان «مستقبل إيران» يرى النظام القائم حاليا سيستمر بعد الخميني، أجاب: «إن الخبراء المسؤولين الأميركيين لا يعرفون حقيقة ما يجري داخل إيران. والرئيس السابق جيمي كارتر نفسه قال قبل عدة شهور من سقوط الشاه إن «إيران جزيرة الاستقرار».
حتى ابن الشاه أعلن في مؤتمر صحافي دخوله المعركة للإطاحة بنظام الخميني وإقامة البديل؟
لا يمكن إسقاط الخميني بكلمات حلوة. لو أراد إسقاط الخميني فليذهب للقتال ضده داخل إيران كما تفعل قواتنا.
وعن الصراعات السياسية الداخلية في إيران قال صفوي: «إن منتظري يواجه عدة مشاكل، وأكثر من ألف من معاونيه معتقلون. كذلك فإن رفسنجاني رئيس مجلس الشورى احترق سياسيا بعد فضيحة «إيران – جيت» وثبوت دوره فيها وتعاونه لشراء أسلحة من إسرائيل. أما رئيس الجمهورية علي خامنئي فقد ألغى الخميني منذ شهر ونصف الشهر «الحزب الجمهوري الإسلامي» الذي كان القوة التي يعتمد عليها خامنئي وبالتالي سحب البساط من تحت رجليه». واستطرد: «إن كل هؤلاء أطراف في صراع على السلطة في نطاق نظام نرى أن لا مستقبل له».

 
في أحاديث بالهاتف مع «المجلة»:
الدبلوماسيون السعوديون في طهران:تعرضنا للضرب والإهانات وأحدنا يرقد في المستشفى فاقدا وعيه

 
في الوقت الذي يتمتع فيه الدبلوماسيون الإيرانيون في السفارة الإيرانية في الرياض بالأمان والاطمئنان والحرية الكاملة في الحركة، كغيرهم من الدبلوماسيين الآخرين ووفقا للقوانين الدولية، تعرض بعض الدبلوماسيين السعوديين وأفراد عائلاتهم في طهران للضرب والمضايقات. كما اقتحمت مجموعة من الغوغائيين مبنى السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية وأحرقوا سيارات دبلوماسية كانت تقف أمامها، وعبثوا ببعض محتوياتها، وهاجموا أيضا سفارة الكويت هناك.
«المجلة» اتصلت هاتفيا مع أعضاء السفارة السعودية في طهران وأجرت أحاديث مطولة مع القائم بالأعمال السيد مروان الروي والقنصل السعودي السيد نزهة، وعدد من الدبلوماسيين السعوديين. واستطاعت من خلال هذه الأحاديث نقل صورة حية عما حدث بالتفصيل من أعمال عنف واعتداء على هؤلاء الدبلوماسيين الذين كفلت لهم القوانين والأعراف الدولية والأخلاق والمثل الإسلامية الحماية الكاملة، وحسن الضيافة والمعاملة. وفيما يلي وقائع اللقاءات.
طبقا لمعلومات حصلت عليها «المجلة» تعرضت السفارة السعودية إلى هجوم من قبل عدد كبير من الإيرانيين الذين كانوا يسيرون وسط مظاهرة منظمة توجهت إلى السفارة السعودية عند الساعة الثامنة والنصف، واقتحم المهاجمون مبنى هذه السفارة وحطموا فور دخولهم 3 سيارات كانت تقف في الفناء. وبعد ذلك بدأوا في اقتحام المكاتب، فدخلوا إلى غرفة التلكسات وعبثوا بالأوراق التي كانت موجودة فيها، ثم حطموا الأجهزة التي كانت فيها. وبعد ذلك قاموا بإلقاء القبض على الملحقين السعوديين الذين كانوا موجودين في السفارة لحظة اقتحامها. وهم عون القحطاني، وسعد القحطاني، ومطلق البيشين ومساعد الغامدي. ولوحظ فيما بعد إصابة السيد ساعد الغامدي بكسور دون أن تتضح الطريقة التي أصيب بها، من خلال تعرضه للضرب أو خلافه. وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «المجلة» فإن السيد مساعد ما زال يرقد في قسم العناية المركزة في مستشفى الدكتور علي شريعتي تحت حراسة، وحالته الصحية لا تسمح له بالحديث. ويسعى الدبلوماسيون السعوديون من زملائه للوقوف على حالته رغم استمرار السلطات الإيرانية في عدم السماح لهم بزيارته بصورة منتظمة، ولا يسمح لهم غالبا بزيارته إلا بعد جهود بالغة، وبعد اتصالات متواصلة مع المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، وهي اتصالات تتم بصورة يومية. وقد حدث أن قام زملاؤه يوم الأربعاء الماضي بالتوجه إلى المستشفى لزيارته، لكن لم يسمح لهم بزيارته نتيجة لحالته الصحية والنفسية. وتبذل حاليا جهود مضنية من أجل السماح لطائرة طبية سعودية بالهبوط في مطار طهران لنقله.
وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «المجلة» فإن عدد الدبلوماسيين السعوديين الموجودين في طهران حاليا يبلغ 12 دبلوماسيا منهم 11 يوجدون في السفارة، ودبلوماسي واحد في الملحقية العسكرية. ويرافق الدبلوماسيين زوجاتهم وأطفالهم وبعض أقاربهم. ويجري الآن الاتصال بالمسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية من أجل تأمين سفر عائلات الدبلوماسيين وأطفالهم إلى السعودية وإعادة تسليم مبنى السفارة لكي يعاود الدبلوماسيون ممارسة عملهم. وطبقا للمعلومات المتوفرة لـ«المجلة» حول وضع السفارة التي يحيط بها رجال «الحرس الثوري» فقد تم رفع العلم الإيراني عليها وتعليق شعارات معادية في فنائها. والمبنى الذي تم ختمه بختم «الحرس الثوري». ويسعى رئيس البعثة السعودية في طهران الأستاذ مروان الرومي حاليا إلى تحقيق 3 مطالب: نقل السيد مساعد الغامدي إلى المملكة، على طائرة طبية سعودية، والسماح للعائلات بالعودة إلى المملكة، وتسليم السفارة. وفي هذا الإطار التقى الدبلوماسي السعودي ومساعدوه مع المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، مثل رئيس الدائرة السياسية الأولى السيد الصادقي، والسيد الأصفهاني رئيس البروتوكول في وزارة الخارجية.

 

المتظاهرون الإيرانيون قاموا بإحراق السيارات ومحاولة إحراق أحد المباني العامة


 
,,استخدمنا سيارات الأجرة في التنقل
وأقمنا في شقة واحدة في بداية الأحداث,,

 
وما زال الموقف الإيراني طبقا للمعلومات التي حصلت عليها «المجلة» حول تلك المطالب، لا يتعدى إعطاء الوعود والمطالبة بالانتظار وتقديم حجج واهية.
وعاش الدبلوماسيون السعوديون حالة نفسية صعبة خلال الساعات الـ24 الأولى للأزمة. وكان هناك احتمالات وقوع أخطار على حياتهم وحياة أفراد أسرهم. وقد دفعهم ذلك الوضع إلى البقاء في منازلهم لمدة 48 ساعة، واضطروا إلى استخدام سيارات أجرة وإيقاف سياراتهم الخاصة التي تحمل اللوحات الدبلوماسية. لكنهم اليوم وبعد مرور أكثر من أسبوع على الأزمة، يبدون في وضع أفضل، وعادوا إلى بيوتهم بعد أن تجمعوا خلال الساعات الأولى للأزمة في بيت واحد. ولكنهم ما زالوا حتى الآن يفضلون البقاء معا من خلال تبادل الزيارات والاتصال الهاتفي المستمر، للاطمئنان على بعضهم بعضا، خاصة أنهم كانوا يشعرون في الساعات الأولى للأزمة أنهم عرضة للاعتقال من قبل أفراد «الحرس الثوري» بعد أن تم اعتقال القنصل السعودي المصاب في عينه وأخذه عنوة من المستشفى وهو يتلقى العلاج، وإيداعه السجن، لكن الجهود والاتصالات التي قام بها رئيس البعثة نجحت في إطلاق سراحه بعد اعتقاله ليلة واحدة.
اتصال هاتفي مع طهران
وقد أجرت «المجلة» اتصالا هاتفيا مع الدبلوماسيين السعوديين الموجودين حاليا في طهران للوقوف على أحوالهم وإتاحة الفرصة لهم لتطمين ذويهم على أوضاعهم. وكانت الحصيلة ما يلي:
تحدث معنا في البداية الأستاذ مروان الرومي عن أحوال الدبلوماسيين وعائلاتهم فقال: «أحوالنا جميعا بخير والحمد لله».
هل ما زلتم تقيمون في شقة واحدة بعد احتجازكم؟
كان ذلك في بداية الأحداث. ونحن هنا 13 دبلوماسيا مع عائلاتنا وأولادنا، ولكننا ما زلنا نفضل البقاء مع بعضنا البعض.
هل أفهم أنكم تقيمون سويا، ولكم اتصالات مع الجهات الرسمية الإيرانية؟
نعم، اليوم (الخميس الماضي) خرجت وذهبت مرتين إلى وزارة الخارجية الإيرانية ورجعت قبل ساعة.
هل تذهبون إلى مقر السفارة؟
السفارة مختومة بالشمع الأحمر.
يعني أنكم في بيوتكم؟
نحن حاليا في داري، وعندي الأخ فايز الأعمى وصالح الشمري ورضا النزهة ووحيد معبي. ونحن نزور بعضنا البعض.
ما هي المشاكل التي تعانون منها؟
نحن نسعى إلى حل المشاكل الموجودة. وإن شاء الله تنتهي المشكلة في القريب. وأهم شيء هو استرجاع السفارة.
اليوم (الخميس الماضي) أنت كنت في الخارجية الإيرانية. فهل أبلغوكم شيئا بخصوص السفارة ووضعها؟
نحن في انتظار ردهم بهذا الخصوص.
هل أنتم على اتصال بالدبلوماسي المصاب؟
نعم، أول أمس قمت بزيارته، وحالته الصحية حاليا في تحسن. ولكن حالته النفسية سيئة.
كيف ترى إصابته؟
هو مصاب بكسور في رجله والحوض. وهناك جروح في رأسه. والآن حالته الصحية تعدت الخطر.
كان هناك دبلوماسي آخر مخطوف أين هو الآن؟
الذين خطفوا كانوا أربعة أشخاص أطلق سراح ثلاثة منهم وبقي واحد في مستشفى الدكتور علي شريعتي. وهناك مساع تبذل لنقله إلى المملكة.
هل طلبتم ذلك رسميا؟
نعم. نعم. اليوم (الخميس الماضي) طلبنا ذلك رسميا. وإن شاء الله ستحضر طائرة طبية لنقله تمهيدا لاستكمال علاجه في المملكة.
هل حصلتم على وعد منهم بالسماح له بالسفر؟
إن شاء الله اليوم نتسلم الجواب منهم.
هل هناك دبلوماسيون آخرون تم الاعتداء عليهم أو على أفراد أسرهم؟
أنا عندي الأخ رضا نزهة الذي تعرض هو وابني إلى اعتداء بالضرب عندما كانا قادمين من المطار. ولقد ضرب ابني آنذاك ضربا مبرحا. ولكنه الآن والحمد لله بصحة جيدة، والأخ رضا نزهة أصيب في عينه، وأجريت له عملية في القرنية. والآن هو بصحة جيدة. وهو عندي الآن. وسيتحدث إليك.
كم عدد زوجات الدبلوماسيين الموجودين لديكم؟ وكم عدد الأطفال؟
عدد أسرتي ثمانية أشخاص، والأخ الشمري 7 أشخاص، والأخ وحيد عنده زوجة وطفل، وسراج باعشن عائلته مكونة من خمسة أفراد، وعبد العزيز الصفيان الملحق العسكري عنده ثلاثة أطفال. أما الدبلوماسيون الأربعة الذين خطفوا فإن عائلاتهم لم تكن معهم.
كيف تقضون أوقاتكم الآن؟
والله أوقاتنا نقضيها في البيت والإخوان يزوروننا باستمرار، ونحن نستقبل يوميا زوارا كثيرين من السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي والأجنبي. يوميا يزورنا السفراء لمواساتنا، وشعورهم طيب تجاهنا ويخففون عنا المصيبة.
احتياجاتكم التموينية، كيف توفرونها؟
متوفرة بما فيه الكفاية. والحمد لله.
ألم تواجهوا مشكلة بخصوص توفيرها؟
في البداية كانت هناك مشكلة استغرقت يومين.
هل هناك مواطنون سعوديون غيركم؟
لا. لا يوجد غيرنا، نحن أعضاء السفارة والملحق العسكري.
متى تتوقعون العودة إلى المملكة؟
نتوقع العودة في القريب بعد انتهاء الأزمة.
هل هناك أحد من أفراد عائلاتكم عاد إلى المملكة؟
لا. لا. أهم شيء عندنا الآن هو نقل المصاب، ثم تسلم السفارة.. وستعود العائلات إن شاء الله بعد ذلك. وبعض العائلات عندها أولاد يستعدون لأداء امتحان الدور الثاني في الاختبارات. وهناك نحو أربعة أو خمسة من أولادنا عليهم اختبارات تكميلية.
 
مع القنصل
 
ثم تحدثت «المجلة» إلى السيد رضا نزهة القنصل في السفارة:

كيف أحوالك وأحوال عائلتك؟
أنا الحقيقة تعرضت للضرب لدى عودتي من دبي إلى مطار طهران. فقد أخذت من المطار وضربت، وبعدها ذهبت إلى المستشفى للعلاج وعادوا وأخذونا من المستشفى، ورمونا في السجن لمدة ليلة. وبعد اتصالات قام بها القائم بالأعمال مع الخارجية الإيرانية تم إخراجنا من السجن، وبعدها تم اتصال القائم بالأعمال بوزارة الخارجية الإيرانية، لكي يتم إدخالي المستشفى. وتم ذلك فعلا.. وأجريت لي عملية جراحية في عيني ومكثت في المستشفى 3 أيام وبعدها خرجت والآن أشعر بتحسن. ثم قالوا إن هناك خطورة شديدة على نظري في البداية ولكن الحمد لله نجحت والنظر في تحسن مضطرد.
من معك من أفراد عائلتك؟
أنا معي زوجتي وطفلي وأقول لأهلي وأهل زوجتي إننا جميعا بخير والعملية نجحت ولله الحمد ونأمل أن نراهم في أقرب فرصة ممكنة والآن أعطيك زميلي الأخ فايز الأعمى.
كيف أحوالك يا أخ طارق وأحوال عائلتك؟
الحمد لله، الآن أنا بخير بعد أن تعرضت للاحتجاز مع بقية الدبلوماسيين، وتعرضنا لاستفزاز نفسي شديد، وكنت آنذاك عائدا من المطار بعد استقبال عائلتي أنا والأخ رضا، وفي وسط الطريق تم الاعتداء علينا وتم استخدام بعض الأدوات الحادة. وأنا أشعر الآن بصحة جيدة، بعد تعرضي لرضوض وآلام في المعدة. وأنا موجود عند والدي لقضاء الإجازة الدراسية، فأنا أدرس في جامعة الملك عبد العزيز.
وليد الرومي قال لـ«المجلة»: «نحن الآن بخير. أنا كنت آتيا من دبي إلى طهران مع القنصل وتعرضت لما تعرض له هو وأخي طارق من ضرب وكانت إصاباتهما أكثر من إصابتي. وأنا أدرس في قسم الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز وأرجوك تنقل تحياتي وسلامي إلى الأهل والإخوان.

 

مقر إقامة القائم بالأعمال الإيراني في الرياض


 
 
سفارة إيران في الرياض:هدوء وأمان وحراسة عادية..والدبلوماسيون يتحركون بحرية
 
العلم المرتفع كثيرا هو الذي يميز السفارة الإيرانية من بين أبنية الحي الذي تقع فيه. ولولا العلم نفسه أيضا لما استطاع أحد أن يستدل على منزل القائم بالأعمال الإيراني في السعودية محمد حسين ترامي. والحماية التي توفرها قوة أمن الحي الدبلوماسي للسفارة الإيرانية والقائم بالأعمال الإيراني، لا تختلف إطلاقا عن تلك الموفرة لأية سفارة أخرى.
والذين يمرون من جانب السفارة الإيرانية لا يلاحظون وجود أكثر من رجل أمن واحد أو ربما اثنين فقط يقوم أو يقومان بعمل الحراسة الروتينية. كما يلاحظ المارون دخول وخروج بعض العاملين في السفارة والمراجعين لها. وعند المرور بمنزل القائم بالأعمال الإيراني والموجود في الوقت الحاضر في مدينة جدة لمشاركته في فعاليات الحجاج الإيرانيين، تلاحظ سيارة السفارة وهي تغادر المنزل بسائقها (أحد مواطني جمهورية اليمن الديمقراطية الذي يعمل في السفارة الإيرانية لأكثر من عشر سنوات) وداخلها زوجة القائم بالأعمال وطفلاه.
وإذا كان عدد أفراد السفارة السعودية في طهران مع عائلاتهم يقارب 35 شخصا فلا يقل عدد العاملين في السفارة الإيرانية وعائلاتهم عن 25 شخصا والعاملون في السفارة هم:
محمد حسين ترامي وعائلته (زوجة وطفلان) وهو القائم بالأعمال.
برويز علي افيشاري (قنصل منذ 10/8/82) وعائلته.
خليل صفا أبو الحسن اغفيري (سكرتير أول) وعائلته.
تقي عبد الله كاظمي (موظف إداري) وعائلته.
نصر منصور أصفهاني (سكرتير ثان) وعائلته.
فاضل حسن نيروزي (حارس أمن) وعائلته.
محمد رحمانيان (موظف منتدب)
يوسف محمد أعرابي (ملحق سياسي) دون عائلته.
حاج هادي سلمان (ملحق).
هوشنجك حاجي أميري (موظف) وعائلته.
خليل أبو الحسن النعيمي (موظف إداري) من أصل عراقي.
خواجه الباكستاني (سكرتير) وعائلته.
 
 
المجلة (العدد 391) 5-11/8/1987م

font change