يونس مخيون: الليبراليون لا يتصدرون المشهد إلا في ظل الاحتلال أو العسكر!

يونس مخيون: الليبراليون لا يتصدرون المشهد إلا في ظل الاحتلال أو العسكر!

[caption id="attachment_55241607" align="aligncenter" width="620"]يونس مخيون الرئيس الجديد لحزب النور السلفي يونس مخيون الرئيس الجديد لحزب النور السلفي[/caption]



رفض الرئيس الجديد لحزب النور السلفي المقارنة بينه وبين الإدارة السابقة في إدارة الحزب وأكد على عدم تأثر قوة الحزب بانشقاق المجموعة التي كونت حزب الوطن الجديد مشيرا إلى اعتماد حزب النور على القاعدة الجماهيرية الواسعة لجماعة الدعوة السلفية باعتباره الذراع السياسية لها على حد قوله.
وقال إن احتمالات التحالف مع "الوطن" مرهونة بخروج برنامج الأخير إلى النور معتبرا أن الإخوان هم المنافس الأكبر لهم واصفا إياهم بأنهم الأكثر تنظيما من دون أن ينفي احتمالات سعي السلفيين لوراثة حكم الإخوان في المرحلة القادمة.

وانتقد الدكتور مخيون الرئيس محمد مرسي متهما إياه بعدم مشاركة الآخرين في إتخاذ القرارات وتولية المناصب كما أشار إلى أن هناك جهات خارجية تتعمد تشويه التيار الإسلامي في مصر.

جدير بالذكر أن الدكتور يونس مخيون حاصل على بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان من جامعة الاسكندرية كما حصل على ليسانس الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر ويعد هو المؤسس للدعوة السلفية في محافظة البحيرة التى يعيش بها - بالقرب من الإسكندرية - وقد تعرض للسجن والاعتقال مرات عدة وقد تولى العديد من المناصب منها
عضو الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور وعضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور (محافظة البحيرة). وكان عضو الهيئة العليا لحزب النور قبل أن ينتخب أخيرا رئيسا للحزب في أعقاب استقالات جماعية من رئيس الحزب السابق والمتحدث الرسمي عنه وبعض الكوادر التي كونت حزب الوطن الجديد وهو ما جعل البعض يعتقد بتعرض حزب النور لهزة كبيرة ومواجهة تحديات خطيرة في ظل هذه المعطيات إلا أن الاختيار الهادئ للقيادة الجديدة وباقي الهيكل الإداري في أجواء بعيدة عن سخونة المنافسة كانت مثار الاهتمام في الشارع السياسي بخاصة في ما بين أحزاب التيارات الإسلامية. وبمناسبة ولايته الجديدة لرئاسة حزب النور كان لـ"المجلة" معه هذا الحوار:

*ما أهم الاختلافات التي طرأت على حزب النور مقارنة بما كان في المرحلة السابقة؟
- لا أريد أن أتحدث عما مضى ولا أضع أحدا في مقارنة ودعونا ننظر للمستقبل فهو الأهم الآن.



فكر جديد





*ما ملامح الفكر الجديد الذي تحملونه لحزب النور بعد توليكم رئاسته؟
- بالنسبة لعمل الحزب في المرحلة القادمة فسيشمل محاور عدة أولها استكمال بناء مؤسسات الحزب وتفعيل اللجان النوعية وتقوية الربط بين القيادة والقاعدة وعمل دورات تدريبية للارتقاء بأعضاء الحزب من الناحية الفكرية والسياسية والتنظيمية.. كذلك سنعمل على وصول الحزب لكل شبر في أرض مصر.

*ألا ترى أن توليك الحزب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه يعد تحديا صعبا يواجهك بخاصة بعد انشقاق عدد كبير من كوادره؟
- هذا الكلام غير صحيح بالمرة لأن الحزب ليس بالأشخاص كما أن خروج مجموعة صغيرة لا تتعدى 150 شخصا لن يؤثر على الحزب fخاصة وأن تلك المجموعة كانت مستقيلة من فترة ولكن الجديد في الموضوع أنهم أعلنوا الاستقالة الآن فقط كما أن حزب النور حزب قائم على مؤسسات قوية ومنتشرة في جميع محافظات الجمهورية ومن ثم فإن العمل القائم على مؤسسات قوية لا يتأثر بخروج أفراد أو حتى قيادات وهذا هو الفرق بين الدولة التي يسيطر عليها فرد واحد ويوهم الناس أنه إذا سقط سقطت الدولة وبين الدولة التى تقوم على مؤسسات قوية وكذلك حزب النور لا يقوم على فرد وإنما على مؤسسات ولن يتأثر بالإنشقاق الذى حدث كما يضاف إلى ذلك أن حزب النور له قاعدة جماهيرية عريضة وتعتبر "الدعوة السلفية" هي الماكينة الإنتخابية لحزب النور.

*إذن أنتم تعولون كثيرا على أصوات ودعم الدعوة السلفية بمصر؟
- بالطبع. فحزب النور خرج من رحم الدعوة السلفية وهو الذراع السياسية للدعوة السلفية والمعبرعنها في المنحى السياسي وقد خرج بيان من مجلس إدارة الدعوة السلفية العام بأننا الممثل الوحيد لهم وكذلك جميع إدارات الدعوة السلفية على مستوى الجمهورية وجميع أمانات حزب النور على مستوى مصر. ولذلك فالذين خرجوا من حزب النور هم مجموعة صغيرة لن تؤثر بل على العكس أرى أنه في المرحلة القادمة سيكون هناك انسجام وانطلاقة كبيرة للأمام من دون معوقات ومكدرات أو منغصات.

*هل معنى ذلك أنه لاتوجد أية تحديات تواجه حزب النور في الوقت الراهن؟
-لا توجد أية تحديات بل بالعكس هناك حالة انسجام تام بدت واضحة في انتخابات الحزب الأخيرة وعندما تكون هناك وحدة في الفكر والرؤى فهذا من شأنه ينعكس إيجابيا على الحركة. فالحمد لله كلنا متحابون ولا توجد صراعات على السلطة وهي روح طيبة سنحاول تعميقها أكثر في الفترة القادمة بإذن الله تعالى.

*إذا كان الحزب صار أكثر انسجاما بعد انشقاق من انشقوا فهل يعني ذلك عدم التعاون أو القطيعة مع أعضاء حزب "الوطن"؟
- بالنسبة للعلاقات الإنسانية فعلاقتنا جيدة وقوية مع بعضنا البعض ولا زلنا نتواصل فالواقع كما هو على المستوى الأخوي.

*أقصد العلاقة بينكم على المستوى السياسي؟!
- هو اختلاف في الرؤى وفي منهج التغييرعلى الساحة السياسية والاختلاف من طبائع البشر.

*هل يمكن أن يتحالف حزب النور مع حزب الوطن الجديد بأعضائه المنشقين عنكم؟
- حزب الوطن لازال حزبا جديدا لم يكتمل بعد ولم يظهر برنامجه ولننتظر حتى يظهر هذا البرنامج وبعد ذلك نقرر لكننا لا نسبق الأحداث.



انقسام السلفيين





*هل تعتقد أن انقسام السلفيين على أنفسهم وتأسيسهم حزبا جديدا يصب في مصلحة التيار السلفي أم يضره بتفتيت أصوات مناصريه؟
- يهمني التأكيد أولا على أن الدعوة السلفية هي التيار السلفي الوحيد المنظم على مستوى الجمهورية الذي لديه قواعد في جميع المحافظات بينما التيارات السلفية الأخرى ربما تكون مرتبطة بأماكن جغرافية معينة أو مرتبطة بشخص. وأعتقد أن تزايد الأحزاب السلفية قد يحقق مصلحة في أنه قد تكون لدينا نقطة ضعف في منطقة معينة فيكمل بعضنا البعض والمهم في النهاية هو العدد أي أن يكون عددنا في مجلس النواب يمكننا من التأثير على اتخاذ القرار ومن ثم ربما يكون تعدد الأحزاب في المصلحة. ونحن نسعد بنجاح أي حزب يحمل فكرتنا ويحقق الهدف الذي دخلنا من أجله والمنافسة مفتوحة للجميع وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

*وما هو ذلك الهدف الذي تتنافسون من أجله وتحرصون على الدخول للبرلمان لتحقيقه؟!
- نحرص على الدخول للبرلمان من أجل الإصلاح من باب ضرورة أن يكون الإنسان إيجابي في الأمر بالمعروف كما أننا لابد وأن يكون لنا دور في رفع المعاناة عن الشعب المصري ومن ثم لابد من السعي للإصلاح وهوشيء يحضنا عليه ديننا وواجبنا نحو الوطن وشعبنا الذي تربينا فيه.

[caption id="attachment_55241608" align="alignleft" width="300"]السلفيون.. قوة لا يستهان بها في مصر السلفيون.. قوة لا يستهان بها في مصر[/caption]


*ما ملامح ذلك الإصلاح الذي تسعون لتحقيقه؟
- نحن لدينا رؤية إصلاحية وبرنامج متكامل ولكن لا نستطيع تحقيقه إلا لو كان لنا موقع تنفيذي في البلد ونستطيع من خلاله أن نخرج برنامجنا الإصلاحي من الحيز النظري إلى الحيز التطبيقي.

*هل لديكم تحفظات على بعض مواد الدستور الجديد وتسعون لتعديلها من خلال مقاعدكم المستقبلية بالبرلمان؟
- بعد إقرار الشعب للدستور لا يمكن تغييره لأنه يكون اعتداء على الإرادة الشعبية ولكن هناك بعض المقترحات في مواد ونحن نتقبلها. وحاليا نشارك بالحوار الوطني برئاسة الجمهورية وكانت آخر جلسة لمناقشة هذه المقترحات ولكن للأسف المعارضون للدستور لا يحضرون ونحن لن نكون وكلاء عنهم! على الرغم من أنه تم الإعلان عن أن تتقدم القوى المعارضة للدستور بمقترحاتها ويوقع عليها الرئيس مرسي لكنهم لم يحضروا وهم يدعون الآن لمليونية جديدة في 25 ينايرالقادم!

*وما تفسيرك لهذا الموقف من قوى المعارضة في الشارع المصري؟
- هم الذين فسروا موقفهم عندما قالها صراحة الدكتور أسامة الغزالي حرب في مؤتمر صحفي ردا على دعوة الدكتور مرسي للحوار في القصر الجمهوري عندما أعلن عن رفض المعارضة للحوار وقال الغزالي حرب "إن المسألة ليست دستورا ولا استفتاء ولكن كما أسقطنا حسني مبارك سنسقط محمد مرسي" وهذا هو مربط الفرس فهم غير مستوعبين أن من في القصر الرئاسى أو مجلس الشعب إسلاميون. فمعلوم في تاريخ العالم العربي والإسلامي أن القوى الليبرالية والعلمانية لا تتصدر المشهد إلا في ظل الاحتلال الأجنبي أو في ظل حكم عسكري ديكتاتوري أما عندما تكون هناك انتخابات نزيهة وشعب أتت له الفرصة للتعبيرعن رأيه فإنه يختار الإسلاميين لأن هذه الأفكار العلمانية والليبرالية أفكار دخيلة وغريبة عن العرب والإسلام. لذلك فهم يحاولون الهروب من الصندوق واللجوء لأساليب أخرى كما نرى وليس عندهم إلا الرفض فالرفض وهكذا.. وقد انكشف حجمهم في الشارع عندما دعوا إلى الخروج في الشارع لرفض الإستفتاء فلم يستجب لهم أحد وكانت الميادين خاوية على عروشها. فلا بد أن يستوعبوا أن الوضع قد تغير وأن الشعب المصري واع ويستطيع التمييز بين المعارض المخلص الصادق وبين المعارض من أجل المعارضة الذي يسعى لهدم الشرعية ومصادرة إرادة الشعب.

*لماذا يخشاكم الناس ويتخوفون من اقترابكم من السلطة؟
- هذاغير صحيح بدليل أننا حصلنا على أصوات حوالي 9 ملايين مصري صوتوا لنا في الانتخابات السابقة ولاشك أن ما يثيره البعض من تفزيع الآخرين منا يكون له بعض التأثير لكننا نعيش مع الشعب المصري ونشاركه أفراحه وأطراحه وهمومه ومشاكله ونرعى الأرامل والأيتام والمرضى وكل ذلك يصحح صورتنا ويجعل المصريين لا يهتمون بما يتردد عنا من شائعات وافتراءات ليس لها أساس من الصحة كقطع الأيادي والأرجل وخلافه.



إجهاض المشروع الإسلامي





*هل تعتقد أن هناك من يتعمد تشويه صورة السلفيين؟
-لاشك أن هناك أيادي خارجية تسعى لذلك وتسيئ للسلفيين على وجه الخصوص وقد صدر تقرير مؤسسة رند الأميركية، التي تقدم بحثها للإدارة الأميركية، الذي يزعم أن السلفيين هم أخطر فئة على المشروع الأميركي بالشرق الأوسط لأنهم غير مستعدين للإندماج في الحضارة الغربية لذلك وضعوا السلفيين موضع القاعدة. هذا بالإضافة لبعض جهات إعلامية يمولها رموز النظام السابق ورجال أعمال مرتبطون بجمال مبارك ولجنة السياسات السابقة وهم يمولون هذه الجهات لتشويه الإسلاميين بصورة عامة وإجهاض المشروع الإسلامي في البلاد.

*على ذكر "القاعدة" ما رأيك في رسالة الظواهري للسلفيين في مصر؟ وهل يمكن أن تزيد مخاوف المصريين من السلفيين؟
- ليس معنى أن يثني الظواهري على السلفيين أننا متواصلون معه.

*هل هناك محاولات من الحزب للتواصل مع الخارج وتوضيح صورتكم الحقيقية؟
- نحن حزب لنا برنامجنا المعروف وهم يسمعوننا ويشاهدوننا في مجلس النواب ويعرفون أننا لا نميل للعنف أبدا كما يشاع.

*هناك من يعتقد أن التنافس على أصوات الإسلاميين يدفعكم لمنهج أكثر تشددا بخاصة في ظل وجود منافسين سلفيين أقوياء؟
- هذا عارعن الصحة تماما ومنهجنا ثابت لا يتغير أبدا.

*ما الإنجاز المتوقع لحزب النور تحقيقه في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ وهل يمكن أن يحظى بعدد الأصوات التي حصدها في الانتخابات السابقة؟
- أعتقد أننا اكتسبنا ثقة الناس من خلال تعاملنا معهم، وتناولنا المناقشات بمرونة كبيرة في مختلف القضايا في الفترة الماضية كما أن صورتنا الحقيقة اتضحت بالتعامل العملي مع الأمور وبدا أننا ليس لنا رغبة في السيطرة ولا إقصاء الآخرين وكنا حريصين على مشاركة الآخرين والتواصل مع كل الناس وأعتقد أننا إن لم نكسب فلن نخسر إن شاء الله.

*أيهما تعتبرونه الخصم الأكبر سياسيا الإخوان أم القوى الليبرالية؟
- الإخوان طبعا!

*لماذا؟ وهل حقا أن السلفيين سيكونون ورثة الإخوان؟
- نحن أكثر عددا من الإخوان ولكن الإخوان أكثر تنظيما. جميعنا يتنافس ويبغي الأجر من الله والنجاح.

*ما تقييمكم لحكم الإخوان في ظل تولي الرئيس مرسي خلال الفترة الماضية؟
- لاشك أنه تولى البلد في ظروف صعبة وفي ظل حروب ومؤامرات شديدة لكن يحسب له التواصل مع العالم الخارجي بخاصة أفريقيا والقضاء على الحكم العسكري وخروج الدستور لكننا في ذات الوقت لا ننكر أن هناك أخطاء بالطبع منها عدم مشاركة الآخرين في القرارات وبخاصة قوى كبيرة كحزب النور. كنا نتمنى أن تكون لنا شراكة في اتخاذ القرارات في تلك الفترة الصعبة لكننا رأينا فردية فيها وكذلك في تولية المناصب.
font change